الثلاثاء 29 ابريل 2025
محاولة لفهم مشكلة قيادة الشرعية اليمنية
الساعة 05:26 مساءً
د. عبدالقادر الجنيد د. عبدالقادر الجنيد

هم: المسؤولون عن الشرعية.
نحن: المؤيدون للشرعية.
سوف نقتصر اليوم على أصحابنا في الشرعية الذين يفقدوننا ونفتقدهم بسبب انعدام إحساسهم بقيمتهم.
وهم لا يحسون بقيمتنا أيضا.
وهم يدوخوننا معهم أثناء ترنحاتهم ورعشاتهم ودوخاتهم.
ماذا عن حلفائنا؟

ولن نتكلم عن السعودية ولا الإمارات، بالرغم من أنهم جزء أساسي في الكلام عن أي موضوع خاص في اليمن.
لا يوجد شيء إسمه نصائح المسؤولين السعوديين والإماراتيين، عن ضرورة أن يتخلص اليمنيون من خلافاتهم وأن يتوحدوا ضد أعدائهم.
خلافات اليمنيين، هي أيضا خلافات سعودية وإماراتية: تتولد من تناقضاتهم، وترضع وتتغذى بفلوسهم وتترعرع في أحضانهم.
ما نشاهده نحن وما نفهمه من متابعة الأحداث، هو أن قيادة الشرعية:
تتأقلم وتتكيف مع أي شيء.
موافقة على أي شيء.
ولا تعمل أي شيء.
… وأن كل هذا خطر على الشرعية وعلينا وعلى اليمن.
ونحن نعتبر أنفسنا: جمهور الشرعية والمؤيدون الطبيعيون للشرعية.
ونحن نحاول حماية الشرعية.
ومؤسسة الشرعية "الافتراضية" لا تقبل بدورنا وإذا قبلت فإنها تمتعض.
موضوع اليوم، هو دعوة مفتوحة للنقاش بين: "هم" و "نحن".

أولا: مؤسسة قيادة الشرعية
س ١ :— هل مع الشرعية مؤسسة قيادة؟
ج :— لا.
لا يوجد خبراء رسم سياسات، ولا آلية صناعة قرار، ولا مؤسسات تنفيذ قرار.
لا يوجد حتى مقر إقامة رسمي آمن ومستقر للشرعية.
س ٢ :— من هو فعلا.. فعلا.. فعلا الذي يدير ويسير أمور الشرعية اليومية؟
ج :— لا يوجد.
ولا يستطيع أي أحد إدارة مناطق الشرعية بالتركيبة الحالية.
س ٣ :— من الذي يستطيع في مؤسسة قيادة الشرعية فعلا تعيين أو إقالة رئيس حكومة الشرعية؟
ج :— لا يوجد.
س ٤:— ما هو الشيء الذي تقوله الشرعية عن نفسها؟
 ج :— لا أحد يعرف.
الشرعية، عند أعضاء المجلس الرئاسي هي أشياء مختلفة.
س ٥ :— ما هو الشيء الذي تصمم عليه الشرعية؟
ج :— لا يوجد.
الشرعية موافقة على أي شيء وجاهزة لتبرير أي شيء.
المثل الصارخ، هو الموافقة على خارطة الطريق.
لم يجرؤ أحدا على "الرفض" عندما اتفقت السعودية مع الحوثيين.
ولم يجرؤ أحدا على "الابتهاج" عندما أجهضت أمريكا الإتفاق.
ولم يجرؤ أحد على "القلق" من تقارب السعودية الحالي مع إيران.
س ٦: — هل كل أعضاء المجلس الرئاسي يعتقدون بالشرعية؟
ج :— لا.
هناك من القادة من لا يعترف بكلمة الشرعية لأنها قامت على أنقاض نظام الرئيس السابق صالح.
وهناك من القادة من لا يعترف بالشرعية لأنها تعني الوحدة اليمنية.
وهناك من القادة من لا يعترف بالشرعية لأنها تعني مخرجات الحوار الوطني والدستور والجيش الواحد والقائد الواحد والرئيس اليمني الواحد.

ثانيا: جاهزية الشرعية
س ١:— هل الشرعية جاهزة للحرب؟
ج :— لا.
هناك تشكيلات عسكرية عديدة، بدون غرفة عمليات واحدة، بدون عقيدة عسكرية واحدة، ولم تشترك في مناورات واحدة، ولا تتمول من جهة واحدة، وبدون هدف نهائي واحد.
نحن— مؤيدو الشرعية— نخاف على الشرعية في أي حرب.
{{ … ونحن قد اكتوينا بنيران كل هذا. }}
س ٢:— هل الشرعية جاهزة للسلام؟
ج :— لا.
السلام، ليس مجرد شطارة في المفاوضات والحذلقات والصياغات لنصوص الاتفاقات.
السلام، ما هو إلا انعكاس لأوراق الضغط، ولقلب المعادلات، ولتوازنات القوة على الأرض.
ومع هذا فإن أعداء الشرعية الأكثر شراسة— الحوثيون والانفصاليون— هم أكثر شطارة من الشرعية في الحذلقات والإدعاءات وأقوى منها في توازنات القوة على الأرض.
نحن نخاف على الشرعية في أي عملية سلام.
{{ … ونحن قد اكتوينا بنيران كل هذا. }}
س ٣:— هل الشرعية قادرة على الحكم؟
ج :— لا.
لم تقدر قيادات الشرعية على الحكم سابقا ولا حاليا ولن تقدر في المستقبل، لسبب بسيط وواضح للغاية، وهو أنه لا يوجد من يعتقد في داخله أنه هو "الحاكم".
حتى رئيس المجلس الرئاسي القيادي اليمني، لا يعتقد بداخله أنه هو: "حاكم اليمن".
… ونحن نريده أن يحاول أن يكون "حاكم اليمن".
… نحن نحتاج لأن نحصل على "حاكم اليمن".
{{ … ونحن قد اكتوينا بنيران كل هذا. }}

ثالثا: " لا "… و " نعم "
نستطيع أن نستمر بكتابة قائمة طويلة من الأسئلة التي تشترك الإجابات عليه بكلمة: لا.
وأستطيع أن أقول أن كل مؤيدي الشرعية، سوف يجيبون: لا.
والأدهى من كل هذا هو أن "مؤيدي الشرعية" يشتركون بهذه الإجابة مع "أعداء الشرعية" الذين يجيبون هم أيضا على كل الأسئلة: لا.
طبعا من الممكن أن يتحذلق البعض ويتصدى ويجيب على كل هذه الأسئلة بكلمة: "نعم".
وأنا لا أريد أن أتكلم عن هؤلاء.

خاتمة
سؤال ختامي ١:— هل من واجب مؤيدي الشرعية، انتقاد قيادة الشرعية؟
ج :— نعم.. نعم.. نعم.
بذرة الإصلاح تبدأ بالاعتراف بالواقع، مهما كان موجعا.
سؤال ختامي ٢:— هل تتوقع أي فائدة من مناقشة الشرعية أو على الأقل أن تستوعب ما يقال عنها من مؤيديها؟
ج :— لا.


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار