آخر الأخبار


الخميس 19 يونيو 2025
"هما من أذاقا العرب الحروب، فاللهم أطل الحرب بينهما، وأضعفهما حتى تقوى شوكة العرب." اعجبتني كثيرا هذه الكثافة التعبيرية.
فيما ليست هذه الكلمات مجرد دعاء عابر، بل هي خلاصة وجدان عربي نزف من خاصرته دهورا تحت وطأة حرب لم تكن يوما حربه.
و بين التوسع الإيراني والعدوان الإسر..ائيلي، تدور طاحونة الدم العربي منذ عقود، دون توقف.
بل منذ قيام "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" عام 1979، أطلقت إيران مشروعا عقائديا سياسيا توسعيا، رفع شعار "نصرة المستضعفين"، بينما زرع الميليشيات، وخنق الدول، وأشعل نيران الطائفية.
ففي لبنان، رُهِنت الدولة لقرار حزب الله، وتحول الجنوب من رمز للمقاومة إلى ورقة في يد طهران تُشهرها كلما أرادت الضغط. وفي العراق، بعد 2003، تفككت الدولة تحت وطأة التدخل الإيراني، وسُلمت مفاصل القرار إلى مليشيات ترتبط بولاء خارجي.
وفي اليمن، انقلب الحوثي..ون على الدولة الشرعية تحت لافتة "محاربة الهيمنة"، فتحولت البلاد إلى ساحة حرب إقليمية دموية.
أما سوريا، فكانت المسرح الأبشع، إذ دعمت إيران نظام الأسد لقمع ثورة شعبية سلمية، فدُمّرت المدن، وقُتلت مئات الآلاف، تحت غطاء "محاربة الإرهاب".
وفي الجهة المقابلة، لم تتوقف إسرائيل يوما عن سياساتها العدوانية الاحتلالية.
ومن مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982، إلى قصف غزة المتكرر، إلى فرض نظام فصل عنصري ممنهج في الأراضي الفلسطينية، تواصل إس...رائيل تمزيق النسيج العربي، بدعم دولي وغطاء تطبيعي يتسع كل عام.
بل لم تكن إسر..ائيل فقط "عدوا محتلا"، قدر ما أصبحت قوة إقليمية تتغلغل في الأنظمة والاقتصادات العربية، وتفرض منطقها الأمني على جيرانها.
بمعنى أدق فإن ما يجمع بين إيران وإسرا....ئيل هو أن كليهما لا يريد عربا أقوياء أحرارا، بل شعوبا ممزقة، وأنظمة تابعة، وساحات مفتوحة لصراعات الوكالة.
والأخطر أن الطرفين يستخدمان الشعارات الكبرى — من "تحرير القدس" إلى "مواجهة الص..هيونية" — لتبرير سياسات تقود في الواقع إلى تآكل القرار العربي وتكريس التبعية.
لكن الحقيقة الواضحة أن لا خلاص للعرب بالاحتماء بأحد الخصمين.
أي أن إضعاف إيران وإسرا..ئيل معا قد يكون فرصة، لكن الفرصة الحقيقية تكمن في بناء مشروع عربي متماسك، مستقل، يتجاوز الولاءات الضيقة، ويعيد تعريف المصلحة العربية بعيدا عن الاصطفاف الأعمى.
وكما قال جمال عبد الناصر يوما: "لا يمكن لأي بلد عربي أن يكون حرا بينما فلسطين محتلة."
واليوم نعيد صياغة المقولة: وكذلك لا يمكن لأي بلد عربي أن يكون حرا بينما قراره مرتهن لطهران أو مرعوب من تل أبيب.
ولقد آن للعرب أن ينهضوا من عباءة "المفعول به"، وأن يصيغوا مستقبلهم بأيديهم.
فالحرب بين إيران وإسر..ائيل قد تُنهك كليهما، لكن إن لم نستعد وعينا، فستنهكنا أكثر.!
خامنئي قد يصطاد اسرائيل بشباك الوطنية الإيرانية … انفعال ترامب والعرب
بين مطرقة إيران وسندان إسرائيل: متى يسترد العرب قرارهم؟
أول تعليق سعودي بعد تهديدات ترامب بضربة ساحقة لايران
بين قضيتي وأمتي