السبت 12 اكتوبر 2024
الرئيسية - تقارير وحوارات -  خزان صافر .. ثلاثة حوادث تدقّ أجراس الخطر
 خزان صافر .. ثلاثة حوادث تدقّ أجراس الخطر
 خزان صافر .. ثلاثة حوادث تدقّ أجراس الخطر
الساعة 01:35 مساءً (متابعات خاصة)

بعد مرور ما يقارب 50 يوماً منذ الجلسة الخاصة التي عقدها مجلس الأمن الدولي لبحث أزمة خزان صافر النفطي في سواحل الحديدة بالبحر الأحمر، وحثّ ميليشيا الحوثي الإرهابية على السماح لفرق الأمم المتحدة لمعاينة الخزان وصيانته قبل حلول كارثة وشيكة؛ لا تزال الميليشيا تتلاعب بعامل الوقت دون مراعاة لحجم الكارثة الوشيكة التي ستحدث في حال انفجار خزان صافر أو تسرب النفط منه.

كان الحوثيون قد وافقوا على إرسال فريق صيانة تابع للأمم المتحدة بعد ضغوطات دولية، وذلك قبل أيام قليلة من انعقاد مجلس الأمن الدولي، لكنهم سرعان ما تراجعوا عن الموافقة كعادتهم تحت ذرائع مختلفة، فيما تزداد المخاطر بسبب توقّف الخزان عن الصيانة منذ قرابة خمسة أعوام.



في 8 أغسطس الجاري أعلن رئيس وزراء موريشيوس حالة الطوارئ البيئية بعد جنوح ناقلة النفط اليابانية "واكاشيو" مما أدَّى إلى تسرّب أكثر من ألف طن من النفط، وهو ما تسبب بحدوث كارثة بيئية استدعت طلب المساعدة من فرنسا وعدد من الدول الأخرى.

حسب الرئيس التنفيذي لشركة ((ir consilium إيان رالبي- وهي شركة استشارات بحرية- فإن التسرّب المروّع في جزيرة موريشيوس والذي تسبب بحدوث أضرار مأساوية بالبيئة البحرية هناك، والذي من المحتمل أن يستمر إلى جيل كامل، يمثّل أقل من 1% مما سيكون عليه لو تسرّب النفط من خزان صافر.

هذه الحادثة طرقت ناقوس الخطر في اليمن، فخزان صافر يحمل أكثر من مليون برميل من النفط الخام، وكلما تأخّر يوم عن الصيانة زادت مخاطر الانفجار والتسرّب الذي سيترتّب عليه كارثة بيئية لم يشهدها العالم من قبل، وتحتاج إلى سنوات طويلة لاحتوائها.

كما أن خزان صافر النفطي يحمل أربعة أضعاف ما كانت تحمله ناقلة النفط "إكسون فالديز" التي تسببت بكارثة بيئية عام 1989م قرب سواحل الأسكا، ودمَّرت شاطئ المحيط بمضيق الأمير ويليام، وبمقارنة ما يحويه خزان صافر من نفط تُدرك الأضرار الكبيرة التي ستلحق بسواحل وشواطئ الدول المطلة على البحر الأحمر في حال تسرب النفط منه.

حادثة ثالثة طرقت أجراس الخطر أيضاً، فمع الانفجار الهائل الذي هزَّ بيروت في 4 أغسطس الجاري بسبب حريق في عنبر 12 بمرفأ بيروت الذي يحتوي على 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم وما نتج عنه من كارثة كبيرة، أطلق عليها "هيروشيما بيروت"، وهو الأمر الذي جعل الخبراء يطلقون مزيداً من التحذيرات والتخوّف من النفط المخزن في خزان صافر، وأنه في حال انفجاره قد يتسبب بكارثة لن تتحمل اليمن والمنطقة عواقبها الوخيمة.

مساء الثلاثاء الماضي جدد أعضاء مجلس الأمن الدولي قلقهم إزاء المخاطر المتنامية والمتمثّلة في إمكانية تسرّب النفط أو انفجار خزان صافر، وطالبوا الحوثيين بمنح تصاريح الدخول وتأمين طريق آمن لخبراء الأمم المتحدة الفنيين بهدف فحص الخزان وإجراء الإصلاحات العاجلة.

وقال المتحدّث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن الجميع يتشارك الهدف نفسه، وهو الحيلولة دون وقوع كارثة كبيرة بسبب خزان صافر، مشيرًا إلى حرص الأمم المتحدة على تقديم المساعدة لطواقم البعثات للسفر إلى اليمن بعد طلب رسمي من الأمم المتحدة صدر في 14 تموز/يوليو.

يستمر الحوثيون في المراوغة، ويبحثون عن مبررات لمواصلة رفضهم السماح لفرق الأمم المتحدة من الوصول إلى الخزان لمعاينته قبل الانهيار الكامل، وكلُّ يوم يختلقون أعذاراً جديدة، ويتخذون من الخزان ورقة للابتزاز السياسي وتهديد الإقليم والمجتمع الدولي.


آخر الأخبار