الاربعاء 24 ابريل 2024
الرئيسية - منوعات - ما الذي يجعل الحدس البشري جديرا بالثقة؟
ما الذي يجعل الحدس البشري جديرا بالثقة؟
الساعة 02:08 مساءً (متابعات)

يقودنا حدسنا إلى الطريق الصحيح أحيانًا، فيما يكون الاعتماد عليه خاطئا في أحايين أخرى، إلّا أن هناك مجموعة من الاعتبارات تجعل الحدس ”جديرًا بالثقة“.

ووفق تقرير نشرته منصة ”نو بونسي“ الفرنسية، فإن بعض الدراسات العلمية، مثل تلك التي تم التحقق منها من قبل مجموعة من العلماء بقيادة البروفيسور ماريوس آشر، تفيد بأن الاعتماد على الحدس بدلاً من العقل، قد يكون أكثر دقة أحيانا.



وفي نسبة عالية من الحالات تكون القرارات المستندة إلى الحدس الرسمي صالحة أو أكثر صحة من تلك القائمة على العقل. بمعنى آخر، غريزتك على حق.

وربما حدث لك أن أثبت ذهنك، صحة شيء ما ولكنك في أعماقك لم تثق به تمامًا، إلا أنك لا تجد أسبابًا مقنعة لتبرير ”عدم الثقة“ هذه.

بمعنى آخر، لا يوجد سبب منطقي لعدم الثقة بذلك الشيء، لكن حدسك يخبرك أنه من الأفضل توخي الحذر.

نصائح التعلم

يسجل العقل عددًا لا حصر له من التجارب. منذ سن الرابعة يبدأ تراكم الذكريات فينا، فمنذ ذلك العمر وطوال حياتنا نلتقي بالعديد من الأشخاص ونختبر العديد من المواقف، الجيدة منها والسيئة.

كل هذه التجارب تسجّل في جزء من ذاكرتنا، على الرغم من أننا لا نستطيع أن نعيشها مرة أخرى بوضوح، أو نجد صعوبة بالغة في تحديد مكانها.

كما أننا نستشعر بالحدس أحيانًا، ومن دون سبب منطقي واضح بأن حدثًا ما سيكون سيّئًا أو وخيمًا علينا إذا اتخذنا قرارًا معيّنًا.

وبالمثل، ففي بعض الأحيان لا نعرف السبب ولكننا نشعر بأن شخصًا بعينه لا يستحق ثقتنا.

ويحدث ذلك، ربما لأننا التقينا ذات يوم بشخص بهذه السمات واتضح لنا أنه ليس شخصًا جيدًا، أو أننا اتخذنا قرارًا خاطئًا كانت نتائجه سلبية، وهذا يسمى بآثار الذاكرة، وهي ذات قيمة كبيرة للجنس البشري بسبب شحنتها التكيفية الكبيرة.

ويعتبر العقل، أثمن ما يمتلكه الإنسان، إنه في حد ذاته ينطوي على عملية تعلم ”مقولبة من التجارب“؛ ما يساعد الحدس (الحاسة السادسة) على النمو بشكل أقوى.

وهناك عدد لا يحصى من القرارات التي يجب اتخاذها، والحال أن العقل لا يمنحك وجهة نظر جيدة فحسب، ولكن الإصغاء إلى الحدس لا غنى عنه أيضًا، لأنه جدير بالثقة .

كيف يعمل حدسك؟

تتخذ الغريزة القرارات في ثوان، كل يوم، نفعل ذلك بأشياء بسيطة مثل ”هل أستقل المترو أو الحافلة؟“، هنا لا نستخدم العقل لاتخاذ هذا القرار، لأننا فعلناه مرات عديدة، حيث ترشدنا هذه الغريزة أحيانًا، دون الحاجة إلى التفكير.

لكن تخيل أن شخصًا ولد في الغابة ونشأ خارج الحضارة، فإذا أخذناه إلى المدينة في وقت لاحق فلن يرى بوضوح الخيار الأفضل، بين ركوب المترو أو الحافلة، لأنه لم يفعل ذلك من قبل مطلقًا، وهذا التعلم غير مسجل في ذهنه.

والحدس ليس شيئًا سحريًّا نولد به، فهو في الواقع يتطور في الأشخاص الذين يتعلمون من كل ما يختبرونه ويرون من حولهم.

ووفقًا لمحاضرة علمية، فإن استخدام الخبرة، مضافة إلى الحدس وحتى الإبداع يربط بين ثلاثة مجالات: الفكرية والتجريبية والسياقية. تدمج هذه المجالات الثلاثة التفكير المنطقي – النقدي والإبداع والذكاء الانفعالي بطريقة متوازنة.

غريزتان نولد بهما

هناك غريزتان فطريتان نولد بهما، ألا وهما البقاء والتكاثر الجنسي، سمحتا لنا بالاستمرار في الوجود كنوع لمئات القرون، فهما تتيحان لنا بالفرار مما يهدد حياتنا، دون الحاجة إلى التفكير، لكن الغرائز هي نتيجة تعلم مسبق حققه أسلافنا.

وعلى سبيل المثال، للهروب من حريق اليوم، كان علينا أن نتعلم ما هو خطر النيران، فحتى لا نضع أيدينا على الزيت الساخن كان علينا أن نتعلم منذ الطفولة أنه ”مؤلم“، وأنه يجب علينا الابتعاد عن الأحواض الساخنة، الخ.

وبعبارة أخرى فإن الكثير مما نحصده اليوم هو ثمرة ما تم زرعه فينا منذ قرون.فبعد أن عرف ما يعرّضنا للخطر يتفاعل الجسم في غضون ثوان، فيهرب كلما كان هناك شيء يهددنا.

والحدس موثوق، أي جدير بالثقة، فنحن نمتلكه لأننا تعلمنا من التجارب والكتب والأفلام والتجارب الأخرى في البيئة.

لذلك، فعند اتخاذ القرارات يجب ألا تقلل من شأن غريزتك، لأنها تحتوي على معلومات دقيقة تمامًا.


آخر الأخبار