أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي اليوم السبت على تماسك مجلس القيادة "والتزامه بنهج التوافق ووحدة الصف من أجل مواجهة التحديات الطارئة والالتفاف حول هدف استعادة الدولة وإنهاء انقلاب المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني".

جاء ذلك في حديث العليمي لدى لقائه رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، وأعضاء في هيئة رئاسة المجلس، ورؤساء اللجان البرلمانية، بحضور عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي، صاحب النفوذ الأوسع في المجلس المقيم في عدن الخاضعة لقوات عيدروس والمدعومة من دولة الإمارات.

ووفقا لوكالة "سبأ" الرسمية، فقد أكد الرئيس أيضا على التزام المجلس بعدم الزج بوحدات القوات المسلحة والأمن والقوى الوطنية الرافضة للمشروع الانقلابي في صراعات بينية والعمل على تجاوز خلافاتها وتوجيه أسلحتها ضد العدو المشترك.

كما جاءت تصريحات العليمي في أعقاب المواجهات الدامية التي شهدتها مدينة عتق مركز محافظة شبوة بين القوات المدعومة إماراتياً والمطالبة بانفصال الجنوب وبين قوات الجيش والأمن بالمحافظة، والتي انتهت الأربعاء بتدخل الطيران الإماراتي الذي شن غارات حسمت المواجهات لصالح الانفصاليين.

وتصاعدت حدة الانتقادات لطريقة عمل المجلس الرئاسي الذي بات الانتقالي الجنوبي يسيطر على القرار فيه وإليه تذهب معظم التعيينات في مفاصل الدولة التي يذهب بها لتعزيز أجندته الانفصالية، نتيجة إقامة رئيس المجلس في قصر معاشيق بعدن الواقعة عسكرياً وأمنياً تحت سيطرة قوات المجلس.

كما تصاعدت حدة الغضب من الدور الذي يقوم به تحالف دعم الشرعية الذي اتخذ موقفا مسانداً للقوات الانفصالية، لكن العليمي أكد خلال اللقاء على "عدم السماح بالإساءة، او استهداف الاشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، الذين يستحقون كل الثناء والتقدير والاعتزاز بتضحياتهم ومواقفهم الاخوية الشجاعة في مختلف المراحل" كما قال.

وقالت وكالة سبأ إن اللقاء ناقش مستجدات الأوضاع في الساحة الوطنية، والترتيبات الجارية لعقد جلسات مجلس النواب في عدن.

وباهى العليمي، بخطوة تعيين مجلسه أول امرأة في هرم السلطة القضائية على طريق "دعم المشاركة المجتمعية وتعزيز حضور الدولة وهيبتها، وسيادة القانون"، في إشارة الى تعيين القاضية صباح العلواني رئيس المكتب التنفيذي لنادي قضاة الجنوب الكيان الشطري التابع للمجلس الانتقالي، في مجلس القضاء الأعلى.

وأشار العليمي الى الاصلاحات التي يقودها المجلس في القطاعات الخدمية والمؤسسية، بما في ذلك الجوانب المالية والرقابية، وقال ان المجلس وبالتعاون الوثيق مع الحكومة، ماض في تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية المشمولة بإعلان نقل السلطة، رغم التحديات الكبيرة على مختلف المستويات.

ونوه إلى الإجراءات المتخذة من أجل تعزيز الدور الرقابي لمؤسسات الدولة، وتصحيح الاختلالات ومكافحة الفساد، والعمل على تطبيع الأوضاع الأمنية والخدمية في المحافظات المحررة.

وأشار ضمن هذه الاجراءات، الى توجيهات المجلس للحكومة بإعادة تشكيل اللجنة العليا للمناقصات، والهيئة العليا للرقابة على المناقصات، وتفعيل دورها في مختلف المحافظات، والترتيبات الجارية لإعادة تشكيل الهيئة العليا لمكافحة الفساد، والعمل على ترشيد الموارد وتنمية الايرادات غير النفطية.

ونوه رئيس مجلس القيادة الرئاسي بـ"الجهود المشتركة مع الحكومة والسلطة المحلية، للحفاظ على استقرار نسبي للعملة الوطنية، وأسعار السلع الأساسية، وخدمة التوليد الكهربائي، خصوصا في العاصمة المؤقتة عدن، وتأمين مصادر بديلة لاستيراد الحبوب، ضمن المساعي الحثيثة لتخفيف المعاناة الانسانية في البلا"د.

واكد ان الاولوية القصوى ستظل لتعزيز أمن واستقرار العاصمة المؤقتة عدن، والمحافظات المحررة، بدءا بتشكيل اللجنة الأمنية والعسكرية، لتوحيد القوات المسلحة وتكاملها تحت وزارتي الدفاع والداخلية، إضافة الى تشكيل لجنة لتوحيد الأجهزة الاستخباراتية وتلك المعنية بمكافحة الإرهاب، من اجل مواجهة التحديات المتزايدة على هذا الصعيد.