آخر الأخبار


الأحد 4 مايو 2025
اليوم هو التاسع والأربعون من ضربات أمريكا الجوية على الحوثيين.
ولا نرى مؤشرات في الأفق على انطلاق عمليات حربية برية سواء بأهداف تحرير جزئية: "الساحل، الحديدة، تعز، مارب والجوف" أو عمليات تحرير شامل: "قادمون يا صنعاء".
من هم المؤثرون في اليمن، هذه الأيام؟
**
أولا: التأثير والمؤثرون
**
سؤالين إثنين عن "هذه الأيام":
*
١- من الذي يؤثر على أمور الحياة اليومية في اليمن؟
٢- من الذي سوف يقرر مصير اليمن؟
سوف نحاول البحث عن الإجابة على هذين السؤالين،
معنى التأثير:
*
التأثير، قد يكون لأسباب سلبية أو إيجابية.
ونحتاج لأن نلفت النظر أن التأثير في حياة اليمنيين اليومية أو تقرير مصيرهم لمدد طويلة قادمة معظمه سلبي.
التأثير بسبب غياب الدور
*
هو بسبب غياب الدور المرتقب أو المتوقع أو المرغوب به، من قبل مدير الإدارة أو المحافظ أو الأمن أو الجيش أو الرئيس أو السعودية أو الإمارات أو أمريكا.
التأثير بسبب المبالغة في ممارسة الدور
*
هذا بكل أسف ما يفعله الحوثي وحده هذه الأيام.
وللأسف أيضا، فإن الحوثي هو الوحيد الذي يبدو وكأنه يمارس تأثيرًا «إيجابيًا» بحضوره الطاغي، رغم أن هذا التأثير لا يختلف عن أثر الفضائح والجرائم والمنكرات التي تشد الانتباه لكنها مدمرة.
بكل أسف— أيضا— فإن معظم كل هذه التأثيرات وكل هؤلاء المؤثرون، لا يفيدون عموم اليمنيين العاديين ولا يفيدون الوطن اليمني.
المؤثرون— "هذه الأيام"— في أحوال اليمن اليومية والمصيرية، هم بحسب الأهمية:
١- ترامب
٢- الحوثي
٣- السعودية
٤- الإمارات
٥- إيران
٦- الإنفصاليون
٧- انعدام القيادة— رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي— الجيش والتشكيلات العسكرية— المؤسسات والنخب.
٨- المحاصصة — المناصفة— الحكومة.
٩- الأبطال المجهولون في الجبهات
١٠- المؤثرون في الوسائط
**
أولا: الحوثيون تحت ضربات أمريكا
**
الجانبان، لا يستشيران اليمنيين في هذه الضربات.
اليمنيون والسعوديون والإماراتيون، هم في موقع المتفرج (السلبي) بشأن هذه الضربات بالرغم من أنها تؤثر على حياتهم الآن وسوف تؤثر عليهم كلهم في المستقبل.
١- أمريكا، قد تكتشف قريبا أن قطع مساعدات المنظمات الدولية ومساعدات النفط الإيراني عن الحوثيين أهم من الضربات الجوية.
سوف تبحث أمريكا قريبا عما يمكن أن تسميه انتصارا ويستمر الضغط على الحوثيين بالعقوبات والحصار.
٢- الحوثي، مازال لا يتعرض لتحديات جدية ولا حتى شكلية من الشرعية أو السعودية أو الإمارات.
{{ إذا استمرت هذه التأثيرات الضاغطة على الحوثيين، فسوف يضعفون كثيرا بسبب انعدام المساعدات الدولية وانعدام إمدادات الوقود الإيرانية }}
{{ إذا استمرت عوامل الشلل في سياسات السعودية والإمارات والشرعية اليمنية، فلن يستفيد اليمنيون العاديون ولا اليمن الوطن من انكسارات وفقر الحوثيين ولا حتى من انهزامهم الكامل. }}
**
ثانيا: ملاحظات مقلقة متكررة
**
نحن نتكلم كل يوم عن تأثير الانفصاليين في كسر العمود الفقري للشرعية اليمنية وللوطن اليمني.
ونتكلم كل يوم عن خيبة الفكرة وفشل الأداء في القيادة الجماعية التوافقية للمجلس الرئاسي.
ونتكلم عن سوء فكرة المحاصصة والمناصفة في المناصب والإدارات الحكومية، وأن كل هذا هو أكبر سبب لإفشال أي حكومة وأي رئيس وزراء.
ونتكلم عن الضعف الكبير في قوتنا العسكرية بسبب التشكيلات العسكرية وعلاقتها بالجيش الوطني تحت قيادة وزير الدفاع اليمني
ونتكلم عن وضع عيدروس الزبيدي في عدن الذي يثير غيظ عاصمة اليمن المؤقتة ويثير غيظ أهل عدن
… وعن وضع طارق صالح في المخاء الذي يثير غيظ إطلالة تعز على البحر ويثير غيظ أهل تعز.
الفكرة هنا ليست في الأشخاص بل في الهيمنة الخارجية التي تقسم الأرض والناس دون مشروع جامع.
ونتكلم كل يوم عن أن السعودية والإمارات من حقهن أن يبحثن عن مصالحهن ولكن يجب أيضا الانتباه لمصالح اليمن.
يمكن أن نعيد التركيز اليوم فقط على أمرين؛
الأمر الأول، هو أن الأبطال المجهولين المرابطين في الجبهات— هم أعز الرجال.
لولا هؤلاء الأبطال، لكان هناك حوثيون فقط في اليمن.
الأمر الثاني، هو أن ظاهرة الإنترنت والوسائط الاجتماعية قد أظهرت دور المؤثرين في الوسائط Social Media Influencers وهذا موجود في كل مكان في العالم.
ولكن في أوساط الشرعية، وبسبب انعدام القيادة، فإن المؤثرين يلعبون دورا هاما في تشكيل الإهتمام العام "الترندات" عن المسائل الأهم.
هذا يحدث في كل مكان في العالم ولكن في ظل ضعف القيادة الشرعية وغياب سردية القيادة اليمنية فإن هذا يزيد من الإحساس بالتوهان وعدم التفريق بين المهم والأهم.
**
ثالثا: إعادة ترتيب أوراق اليمن
**
معنا ثلاث جهات، هي المسؤولة رسميا— بحسب اعتقادنا— عن إعادة ترتيب أوراق اليمن:
الرئيس- السعودية- الإمارات.
١- الرئيس اليمني
*
الرئيس، هو الذي يجب أن يخرج من شرنقته ويقدم عصفا فكريا متكاملا داخليا هدفه الأعلى:
"مصلحة اليمن العليا"
… ثم يطلب الرئيس من السعودية أن تدخل معه ومع طاقمه في عصف فكري جديد، هدفه الأعلى:
"المصالح المشتركة للسعودية واليمن"
… ثم تقوم اليمن والسعودية والإمارات بالدخول في عصف فكري ثالث، هدفه الأعلى:
"مصلحة أمن واستقرار المنطقة"
{{ إذا لم يكن الرئيس اليمني، هو الشخص المناسب بحكم المنصب والمسؤول الأول لمثل هذه المهمة،
… فمن هي الجهة البديلة التي عليها المسؤولية؟
أو معنا حق توجيه الطلب إليه؟
أو من واجبه الاستماع إلينا؟ }}
٢- السعودية
*
السعودية، هي أكبر وأقوى جهة يمكن أن تؤثر في الرئيس وفي المجلس الرئاسي، وفي كل النخب اليمنية والأحزاب والفئات… وفي الإمارات وفي أمريكا.
{{ إذا لم تكن السعودية ، هو الجهة المناسبة بحكم مصلحتها الشخصية، وبحكم الجوار الحدودي، والأمن المشترك، وبحكم انغماسها في شؤون اليمن، وبحسب هيبتها على الإمارات، وبحكم كونها المسؤول الأول عن مثل هذه المهمة؛
… إذا لم تكن السعودية، فمن؟ }}
٣- الإمارات
*
الإمارات، هي أكبر دولة خارجية معها تأثير عملي يومي وتشكيلات عسكرية في محافظات عديدة، وهي الحاكمة الفعلية في المخاء وعدن وشبوة.
الإمارات، صاحبة نفوذ هائل في مناطق كثيرة في اليمن.
لن ينتج أي شيئ من العصف الفكري اليمني السعودي إذا لم توافق عليه الإمارات.
الإمارات، تستطيع أن تلخبط كل الأوراق اليمنية بدون أن يبدو عليها أنها هي السبب ومن يتحمل المسؤولية.
{{ لن يتم إعادة ترتيب أوراق اليمن بدون استجابات ومساعدة الإمارات.
إذا لم تكن الإمارات، فمن؟ }}
خاتمة
*
١- ضربات ترامب على الحوثي، مستمرة.
٢- ضياع الرئيس اليمني والسعودية والإمارات، واضح.
٣- من الضروري إعادة ترتيب أوراق اليمن.
٤- الرئيس والسعودية والإمارات في مرحلة فارقة.
في عزاء عمر سالم
الطبيبة النمساوية والشيخ الذي ذهب ولم يعد!
قرار الحوثي منع تصدير النفط الأمريكي..قراءة أولية
إعادة ترتيب أوراق اليمن … كل هذا الغموض لا يفيد