آخر الأخبار


الخميس 3 يوليو 2025
هناك طرف أول في المنطقة: اسرائيل.
وهناك طرف ثاني في المنطقة: كل المنطقة.
هكذا تبلورت المنطقة.
اسرائيل، قد انتصرت على المنطقة وتريد اليوم أن تشكل أوضاع المنطقة على هواها وعلى حسب مزاجها واعتمادا على موازين القوى.
**
أولا: وضع المنطقة اليوم
**
موضوع اليوم، هو عما يدور في أذهان الإسرائيليين: الطرف الأول.
وليس عما يريده الطرف الثاني: الفلسطينيون، ولا الشعوب العربية، ولا الدول العربية، ولا أمراء وملوك الخليج، ولا الشيعة ولا السُّنَّة، ولا الأمة العربية، ولا الأمة الفارسية.
نعم، الطرف الثاني، أغراضهم وأهدافهم مختلفة ومتناقضة.
وبعض مكونات الطرف الثاني تكره بعضها البعض أكثر مما تكره عدوها المشترك اسرائيل.
وقد انهزم كل مكونات الطرف الثاني هزيمة مريرة واضحة.
وقد انتصرت اسرائيل انتصارات واضحة.
وموضوع اليوم، هو الدخول في ذهن العدو الذي قد انتصر علينا، كما يقول الإسرائيليون أنفسهم.
وهذا كله، لا يعجبنا.
لا علاقة لموضوع اليوم بما نقوله نحن ولا بما نريده نحن.
وهو كله، لا يعجبنا.
**
ثانيا: مزاج اسرائيل
**
١- اسرائيل والانتقام
*
الجيوش والشعوب والدول يعجبها الانتقام.
بعد هزيمة ألمانيا واليابان في الحرب العالمية الثانية، جيش الإتحاد السوفييتي قصف بالمدافع شوارع بأكملها في برلين وطيران بريطانيا قصف مدينة درسدن الألمانية وسواها بالتراب وجيش أمريكا قصف طوكيو وحولها إلى ركام وقتلوا عشرات الألوف من المدنيين العاديين يدون ضرورة.
الضرورة الوحيدة، هي الانتقام.
بعض الإسرائيليين مازالوا متعطشين لمزيد من الدم والدمار ونهب أراضي فلسطين.
الكثيرون في اسرائيل، يقولون أنهم قد ارتووا من دماء ٥٦ ألف فلسطيني ومن تدمير ٨٥٪ من مباني غزة.
٢- اسرائيل وعدم الخوف من حماس
*
السلطة الفلسطينية، التي قامت بموجب "إتفاق أوسلو" الذي تم تفريغه من محتواه، هي متعاونة مع اسرائيل وقد أصبحت جزء من التركيبة الإسرائيلية.
الرفض لأعمال اسرائيل، كان يأتي فقط من حركة حماس.
وتعتقد اسرائيل أنها قد قضت على حماس.
لقد قضت اسرائيل على قيادات حماس العسكرية والسياسية وقد دمرت بنيتها العسكرية والمدنية.
وكل ما تستطيعه حماس الآن هو القيام بعمليات مقاومة فردية متناثرة.
٣- اسرائيل وعدم ضرورة استمرار الحرب
*
استمرار الحرب، يعني ركود الوضع، والغطس في مستنقع غزة، وخسائر في الأفراد، وعدم ضرورة لأمن اسرائيل، وعدم تحرير الإسرائيليين المخطوفين.
شروط اسرائيل لتوقيف الحرب، هي:
١- عودة الأسرى المختطفين، وهذا تحصيل حاصل.
٢- توقيع "إتفاق سلام" بين السعودية واسرائيل، وهذا أيضا تحصيل حاصل.
مع إعطاء بعض التلفيقات والكلمات العسولة للفلسطينيين
٤- اسرائيل وتكسيح إيران
*
قد انتهت اسرائيل ليس فقط من تكسيح العرب، وكسر روح رفض الظلم عند العرب ولكن أيضا تمكنت من تدجينهم وتشغيلهم للعمل لمصلحتها.
وكل هذا حدث بمساعدة أمريكا.
قد انتهت اسرائيل من القضاء مسبقا على كل أصدقاء إيران في المنطقة.
قد انتهت اسرائيل في حرب ال١٢ يوم من إيران من تكسيح إيران، ويجب أن تفعل اسرائيل بالأمة الفارسية ما قد نجحت بعمله بالأمة العربية:
أولا، قتل روح الرفض الفارسية، وثانيا، تدجين فارس، وثالثا، تسخير فارس لخدمة اسرائيل.
ونتنياهو، سوف يذهب بعد خمسة أيام إلى واشنطن لرسم الخطط لتدجين إيران وتسخيرها لخدمة مصالح اسرائيل وأمريكا كما فعلت من قبل مع العرب.
**
ثالثا: تنفيذ "العمل القذر" ثم التنظيف
**
١- اسرائيل وتنفيذ "العمل القذر" لأوروبا وأمريكا
*
الذي استعمل كلمة قيام اسرائيل"العمل القذر" لحساب أوروبا وأمريكا، هو المستشار الألماني فريدريش ميرتس.
الزعيم الألماني، يعتبر اسرائيل كيانا يقوم بدور “مقاول دم” للغرب.
أي أن ألمانيا وأوروبا وأمريكا، يتمنون لو أنهم هم من يقتلون الفلسطينيين والعرب والفرس ويدمرون بلادهم بغرض السيطرة عليهم وكن هذا عملا في منتهى القذارة وأن اسرائيل هي التي تقوم به بالنيابة عنهم وأنه يجب تأييدها سياسيا وقانونيا ومعنويا وبالمال وبالسلاح.
الطريف بالأمر، هو أن اسرائيل تقول أنها تقوم بهذا "العمل القذر" بضرب إيران خدمة لمصالح العرب أيضا وأنهم يجب أن يدفعوا لها تكاليف هذه الخدمات.
٢- اسرائيل تفرض على العرب تنظيف قذارتها
*
تتوقع اسرائيل من السعودية والإمارات وقطر ودول الخليج كلها أن تدفع تكاليف الدمار الذي تسببت به في غزة.
وتتوقع أن تقوم مصر والأردن وتركيا ببعض الأدوار في المقاولات والإدارة والأمن في غزة.
لا تهتم ببقاء أي دور سياسي "شكلي" من وراء الستار لحركة حماس في غزة.
٣- اسرائيل معجبة بالعرب
*
إيران وحزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة والحوثيون في اليمن، يصرحون أنهم هم الذين انتصروا.
العرب- أيضا- كانوا يقولون أنهم انتصروا.
والعرب الخليجيون- الآن- يبتكرون كلمات عجيبة مثل أن "السلام مثل الحرب يحتاج شجاعة"
"الخليجيون هم شجعان السلام"
"السلام هو انتصار لكل الدول".
اسرائيل، تعرف من الذي انتصر وتعجبها ابتكارات العرب لتعريفات معنى النصر.
**
رابعا: اسرائيل بعد تحقيق النصر
**
بعد الحرب، تريد اسرائيل تنظيف قذارتها واستثمار النصر.
ما تهتم به اسرائيل، هو:
*
١- - تقوم أوروبا وأمريكا بما يجب من كل أنواع الدعم مقابل "تنفيذ" العمل القذر الذي كان يجب أن يقوموا به بأنفسهم.
٢- إرغام دول الخليج العربية على "تنظيف" العمل القذر الإسرائيلي.
اسرائيل، تقول أن انتصاراتها الحالية، هي خدمة للعرب.
٣- استعمال قوة ودور أمريكا كدولة عظمى لتخدمها بتدجين إيران وتسخرها لخدمتها كما سبق وأن عملت مع كل الدول العربية.
بحجة أن ما قامت به إنما هو القيام بالأعمال القذرة بالنيابة عن أوروبا وأمريكا.
بالتأكيد تشعر اسرائيل بالإمتنان نحو المستشار الألماني فريدريش ميرتس الذي ابتكر جملة: "اسرائيل تقوم بالعمل القذر بالنيابة عنا"
الآن، قد ابتدأت جهود اسرائيل لاستخدام أمريكا لقطف الثمار لقيامها بالأعمال القذرة لأوروبا وأمريكا، واستثمار انتصاراتها على حركة حماس وعلى أصدقاء إيران وعلى إيران نفسها.
**
خامسا: اسرائيل تشكل المنطقة وتتزعمها
**
"الدولة"، في كل بلد عربي قد استسلمت لإسرائيل وقد سلمت لها بنوع من "القبول" لأن تقوم بأي عسكري في أي أرض عربية.
لا توجد أي "دولة" عربية تقوم بأي عمل عسكري ضد اسرائيل عندما تقوم بقصف أراضي عربية أو عاصمة عربية أو چنرال عربي أو سياسي عربي.
اسرائيل، قد أنجزت نفس الشيئ- تقريبا- مع إيران.
العرب قد استسلموا تماما واسرائيل تنتظر الاستسلام التام من إيران.
بعدها يأتي خمد الرفض الفارسي وترويض فارس وتلقى "دولة" نفس مصير كل "دولة" عربية".
وعندها تصبح اسرائيل زعيمة العرب والفرس والمنطقة.
وبعدها، سوف تبدأ اسرائيل أحلاما جديدة.
**
سادسا: اليمن تحت زعامة اسرائيل للمنطقة
**
اليمن، تتشكل الآن إلى قسمين: القسم الحوثي وقسم شراذم المجلس الرئاسي.
*
القسم الأول: الحوثيون
*
١- شرسون محصورون
*
الحوثيون، بالتأكيد شرسون ولكنهم محشورون في زاوية.
قد حشروا أنفسهم بمسألة "الولاية"، التي تعني أن حكمهم لدولة اليمن هو أمر مقدس وبأوامر إلهية ونبوية.
وهذا مرفوض من كل اليمنيين بدون استثناء حتى الخاضعين لحكمهم.
{{ وضع مستقبل الحوثيين وسط كراهية اليمنيين لمبدأ "الولاية"، ليس جيدا }}
٢- مكروهون من السعودية
*
بالرغم من "خارطة الطريق" وبالرغم من حديث "نظرية المؤامرة"، وبالرغم من أقوال استعمال الحوثيين كمصدر فتنة دائمة بين اليمنيين؛
فإنه في الحقيقة أن السعودية تكره الحوثيين ولكنها عجزت وفشلت المرة تلو المرة في مواجهتهم.
وضع مستقبل الحوثيين وسط كراهية السعودية المؤثرة في اليمن، ليس جيدا.
٣- مكروهون من أمريكا
*
الحوثيون، مكروهون من أمريكا التي تصنفهم جماعة إرهابية أجنبية.
وقد أنهى الرئيس ترامب- توا- ضربات جوية على الحوثيين استمرت ٥٢ يوم.
{{ وضع مستقبل الحوثيين وسط كراهية الدولة الأعظم في العالم، ليس جيدا }}
٤- مكروهون من اسرائيل
*
الحوثيون، يطلقون الصواريخ على اسرائيل ولم يتوقفوا حتى يوم أمس.
واسرائيل قد أثبتت أنها أقوى دولة في المنطقة.
وقد قضت اسرائيل على زملاء الحوثيين في المنطقة.
وقد هزمت اسرائيل إيران الأب والأم والراعي والمزود بالصواريخ.
{{ وضع مستقبل الحوثيين وسط كراهية اسرائيل التي يتزايد نفوذها في المنطقة، ليس جيدا }}
*
القسم الثاني: شراذم المجلس الرئاسي اليمني
*
١- اليمنيون
*
كان اليمنيون، يمنيون.
وكانوا كلهم يحاربون الحوثيين.
٢- أمراء الحرب
*
ثم تحولوا إلى "كانتونات" و "أمراء حرب"، يعملون لحساب السعودية والإمارات.
٣- أعضاء مجلس رئاسي
*
ثم قامت السعودية والإمارات بترقية أمراء الحرب إلى "أعضاء مجلس رئاسي قيادي يمني".
كل عضو مجلس رئاسي، معه إقطاعية عسكرية ومجموعة سكانية ودخل محلي ودخل مالي خارجي من السعودية أو الإمارات.
ويقومون ب "سفلتة الطرقات".
ولا يفكروا ولن يفكروا بمقاومة الحوثيين.
٤- رئيس المجلس الرئاسي
*
رئيس المجلس الرئاسي، يجتمع برئيس البرلمان ورئيس الشورى ورئيس هيئة التشاور لتبادل الآراء وربما للشكاء والبكاء.
ولا يوجد ما يجمع الرئيس حقا بباقي أعضاء المجلس الرئاسي.
٤- شراذم "أحلاف قبائل" اليمن
*
الآن، قام السعوديون بزرع وتخليق وتوليد "حلف قبائل حضرموت"، من وسط رحم المجلس الرئاسي.
لا يوجد "داعي" ولا "مغرم" وعلى هذا لا توجد قبائل في حضرموت.
قام "حلف قبائل حضرموت" بوضع بيان "إقامة الحكم الذاتي في حضرموت".
أصدر رئيس "حلف قبائل حضرموت"، مرسوما بإنشاء "لواء عسكري حضرمي".
الوحيد الذي من حقه إصدار مرسوم، هو "رئيس الدولة".
الوحيد الذي يستطيع أن يمول تكاليف إنشاء لواء عسكري حضرمي أو غيره، هو السعودية.
بالمناسبة، الوحيد الذي يؤيد رئيس المجلس الرئاسي في كل هذا العالم، هو السعودية.
خاتمة
*
١- موضوع اليوم، هو مرآة سياسية ونفسية للمنطقة المهزومة.
استعملنا فيها عقل المحلل، والصراحة الواجبة، وحزن الإنسان، وما استطعنا تجميعه من المعرفة بأمور الداخل والخارج.
٢- اسرائيل، سوف تتزعم المنطقة في المرحلة القادمة.
٣- الحوثيون، وضعهم سيئ في المرحلة القادمة.
٤- اليمنيون، قد توقفوا- منذ مدة- أن يكونوا يمنيون وهناك خوف من أن يتحولوا إلى شراذم غير يمنية.
الشيخ الشهيد صالح حنتوس
هكذا ينظر أصحاب (المسيرة القرآنية) للقرآن الكريم!!
حين يتحول الضابط إلى خلية نائمة: ماذا تقول لنا قضية أمجد خالد؟
السكوت خيانة… والتردد جريمة
معركة الإصلاح..!