دعا مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان والائتلاف اليمني لحقوق الإنسان ميليشيا الحوثي إلى رفع القيود المفروضة على حركة السكان في منطقة حنكة آل مسعود بمحافظة البيضاء فورًا، وإجراء تحقيق مستقل في الانتهاكات الجسيمة التي ارتُكبت بحق المدنيين، بما في ذلك هدم المنازل والاعتقالات التعسفية.

ووفقًا لتقارير حقوقية، شنت قوات الحوثيين منذ 9 يناير الماضي هجمات عسكرية مكثفة على المنطقة، أسفرت عن تدمير تسعة منازل بالكامل، وقتل وإصابة العشرات، بينهم نساء وشابان يعانيان من اضطرابات عقلية. كما فرضت الجماعة حصارًا أمنيًا خانقًا، منع دخول الغذاء والدواء، وقطع الاتصالات عن المنطقة لمدة أربعة أيام، مما زاد من معاناة السكان وأعاق جهود التوثيق والتحقيق في الانتهاكات.

وأكدت مصادر حقوقية أن الهجمات الحوثية استُخدمت فيها طائرات مسيّرة ودبابات وأسلحة ثقيلة، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية المدنية، بما في ذلك مسجد ومدرسة ومرفق طبي وحيد في المنطقة. كما تم اعتقال مئات السكان تعسفيًا، ورغم إطلاق سراح بعضهم، لا يزال أكثر من 119 شخصًا رهن الاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي في سجون يُعتقد أنها تقع في العاصمة صنعاء.

وأشار مركز القاهرة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تنفذ فيها جماعة الحوثي عمليات عقاب جماعي في البيضاء، حيث سبق أن وثّق المركز انتهاكات مماثلة في مايو 2024، أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين وتدمير واسع للبنية التحتية، وسط تجاهل الجماعة للدعوات العاجلة للتحقيق في تلك الانتهاكات.

وطالب المركز والائتلاف الحقوقي المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين لوقف هذه الانتهاكات، وضمان محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في البيضاء.