في خطوة تصعيدية غير مسبوقة، أطلقت بكين مناورات عسكرية واسعة بالذخيرة الحية في بحر الصين الشرقي، حيث حاصرت تايوان بأسطول ضخم من السفن الحربية والطائرات المقاتلة. هذه المناورات، التي وُصفت بأنها الأكبر من نوعها، تضمنت محاكاة لعمليات قصف دقيق تستهدف مواقع استراتيجية، بما في ذلك موانئ ومنشآت للطاقة في عدة مدن تايوانية مثل تاينان، هوالين، وتايتشونغ.

ونشر الجيش الصيني مقاطع مصورة تُظهر إطلاق صواريخ أحدثت انفجارات قوية فوق بعض المناطق التايوانية، في وقتٍ أكدت فيه قيادة العمليات الشرقية للجيش أن هذه التدريبات تأتي ضمن مناورات "رعد المضيق 2025A"، وقد "حققت أهدافها المرسومة".

التصعيد العسكري الصيني تزامن مع تصاعد حدة الخطاب ضد رئيس تايوان، لاي تشينج تي، الذي وصفته بكين بعبارات حادة، بالتزامن مع زيارة وزير الدفاع الأمريكي، بيتر هيجسيث، إلى المنطقة، وهي زيارة أثارت حفيظة الصين.

في سياق متصل، أعلنت السلطات الصينية عن إغلاق منطقة بحرية رئيسية أمام حركة الشحن حتى ليلة الخميس، بسبب التدريبات التي تُجرى على بعد 500 كيلومتر من تايوان، في مؤشر إضافي على التوتر المتصاعد.

من جانبها، أدانت تايبيه هذه التحركات العسكرية، ووصفتها وزارة الدفاع بأنها "تهديد للأمن والاستقرار الإقليمي"، معتبرة أن الصين تسعى من خلال هذه المناورات إلى "بث الرعب وخرق القوانين الدولية".

ووفقًا لمسؤول أمني تايواني، فإن أكثر من عشر سفن حربية صينية اخترقت صباح الأربعاء ما يُعرف بـ"منطقة الرد"، وهو ما اعتبرته تايوان استفزازًا عسكريًا يهدف إلى "المضايقة والتخويف". كما أفادت التقارير بأن المناورات شملت حوالي 76 طائرة مقاتلة و15 سفينة قتالية، إلى جانب حاملة الطائرات "شاندونغ"، وركزت التدريبات على استراتيجيات "الحصار والتحكم متعدد الأبعاد".

يُذكر أن الصين تعتبر تايوان جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، متعهدة بإعادتها إلى سيادتها، بينما يؤكد الرئيس التايواني أن مستقبل الجزيرة هو قرار حصري لشعبها، رافضًا أي مطالب صينية بالسيادة على تايبيه.