أدان مرصد الحريات الإعلامية في اليمن، بأشد العبارات، مقتل المصور والمخرج التلفزيوني مصعب عبدالحفيظ الحطامي، إثر استهدافه بطائرة مسيرة تابعة لمليشيا الحوثي، يوم السبت في محافظة مأرب.

وأوضح المرصد، استنادًا إلى إفادات زملاء الفقيد، أن الحطامي كان في طريقه إلى خطوط التماس لتوثيق وقائع الحرب ضمن مشروع لإنتاج مواد إعلامية ترصد النزاع في اليمن، قبل أن يتعرض للهجوم الذي أودى بحياته وأسفر عن إصابة شقيقه المصور صهيب الحطامي.

ويُعد مصعب الحطامي من الأسماء اللامعة في مجال التصوير والإخراج السينمائي، حيث أنتج عددًا من الأفلام الوثائقية التي تناولت آثار الحرب في اليمن.

وكان قد عاد مؤخرًا من هولندا لزيارة أسرته واستكمال مشاريعه التوثيقية، قبل أن يلقى مصرعه في هذا الهجوم.

وأشار المرصد إلى أن هذه الجريمة تمثل حلقة جديدة في سلسلة الانتهاكات الممنهجة بحق الصحفيين والإعلاميين في اليمن، لافتًا إلى أن عدد الضحايا من الصحفيين بلغ 54 خلال السنوات الماضية.

كما وثق المرصد أكثر من 2600 انتهاك ضد العاملين في مجال الإعلام خلال العقد الأخير، شملت القتل والاعتقال والاختفاء القسري والاعتداءات الجسدية، وسط غياب شبه كامل للمساءلة القانونية.

وجدد مرصد الحريات الإعلامية دعوته للصحفيين والمصورين العاملين في مناطق النزاع إلى الالتزام بأقصى درجات الحيطة واستخدام أدوات السلامة المهنية أثناء التغطيات الميدانية.

كما طالب المرصد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بحرية الإعلام وحقوق الإنسان بالتحرك العاجل لمحاسبة المسؤولين عن استهداف الإعلاميين في اليمن، والضغط على جماعة الحوثي لوقف ممارسات القمع ضد الصحافة المستقلة.

ودعا المرصد إلى إنشاء آليات دولية فاعلة لرصد الانتهاكات وضمان التحقيق الشفاف في الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين.

واختتم بيانه بالتأكيد على مواصلة جهوده في رصد ومتابعة الانتهاكات والعمل مع الشركاء المحليين والدوليين لضمان حق الإعلاميين في ممارسة عملهم بحرية وأمان.