آخر الأخبار


الخميس 8 مايو 2025
اندلاع حرب إقليمية في مكان ما، ذات وزن ثقيل، مثل الحرب الباكستانية-الهندية، قد يجعل من الحرب في غزة أمرًا ثانويًا، بل ومنسيًا تمامًا أكثر مما هي عليه، مما يساعد الكيان الإسرائيلي على استكمال مخططاته.
كذلك كانت تدخلات جماعة الحوثي في البحر الأحمر، في جوهرها، افتداءً للنظام الإيراني أكثر من كونها كبحًا للآلة القاتلة الإسرائيلية في غزة.
الآن، وقد سرت أنباء عن اتفاق أمريكي-حوثي برعاية عمانية لوقف الاعتداءات المتبادلة، يمكننا تقييم التدخل الحوثي في القضية الغزّاوية وقياس أثره ونتائجه بعيدًا عن التشنّج.
لننظر إلى الحقائق التالية:
1- لم تؤدِّ المقذوفات الحوثية إلى أي تراجع عسكري إسرائيلي في غزة.
2- مضايقات الملاحة البحرية أدت إلى حشد أمريكي لعتاد عسكري في البحر الأحمر، ومن غير المتوقع أن يغادر قريبًا.
3- ظلَّت أي مقاربة دبلوماسية في الشأن الغزّاوي محصورة في فاعلين إقليميين، على رأسهم قطر ومصر، ولم يكن الحوثي طرفًا في أي جلسات أو حسابات لهذه المفاوضات، مما يعني أن تدخله لم يرتقِ إلى مستوى الحضور الدبلوماسي.
الاتفاق المُعلَن هو اتفاق مؤقت، رُتِّب بناءً على أمرين:
1- رغبة أمريكا والسعودية في إنجاح زيارة ترامب إلى السعودية.
2- منح النظام الإيراني فرصة لتحقيق تقدُّم دبلوماسي يحول دون تدمير منشآته النووية.
وعليه، فإن التدخل الحوثي لا يخدم القضية الغزّاوية بشكل فعّال.
كل التدخلات الحوثية، من خلال إطلاق المسيّرات أو الصواريخ، كانت أقرب إلى تجارب سلاح منها إلى عمل ميداني فعلي. الصاروخ الأخير الذي أُطلق واقترب من مطار بن غوريون، كان متزامنًا مع تصريح إيراني بالإعلان عن امتلاك صاروخ جديد.
لقد كان دافع التدخل الحوثي محليًا في المقام الأول أكثر من كونه ذا بعد دولي. وقد شكّل وسيلة لاستعراض القدرات العسكرية أمام الداخل المحلي، لكنه لا يغير من حقيقة أن قدرة الحوثي على دفع اي تدخل او قصف أمريكي أو إسرائيلي تبقى محدودة جدًا.
قادت التدخلات الحوثية في البحر الحمر او قصف الأراضي المحتلة إلى قصف مدمِّر، أمريكي أو إسرائيلي في اليمن ، طالما أن المصالح الحيوية اليمنية – المدنية على وجه الخصوص – كانت هي المتضررة بالدرجة الأولى مقابل أضرار رمزية للمقذوفات الحوثية.
لكن يبدو أن جماعة الحوثي لا تأخذ هذا الثمن بعين الاعتبار؛ لأنه – وإن كان ثقيلًا على اليمن – فإنه يُعدّ قليلًا مقارنةً بمصالح المحور الإيراني.
في نهاية المطاف، فإن قبول جماعة الحوثي المفاجئ لهذا النوع من الاتفاق، دون تحقيق أي هدف سياسي معلن من تدخلاتها في غزة، يكشف محدودية هامش تحركها في السياسة الإقليمية، وفشلها السياسي في هذه الخطوة.
باجل حرق..!
إعلان ترامب “الضخم جداً”
موسم الحصاد المر… لماذا وصلنا إلى هنا؟