آخر الأخبار


الخميس 22 مايو 2025
برحيل الشيخ المناضل الجمهوري، ناجي جمعان الجدري، تطوى صفحة من أنقى صفحات الوطنية اليمنية، وتغيب قامة شامخة سكنت وجدان كل من عرفها، قامة لم تنحنِ للعواصف، ولم تساوم على القيم، ولم تفرط في شبر من كرامة أو موقف.
تذكروا في يوم الثاني من ديسمبر 2017، حين كانت صنعاء تشتعل، وكانت الدولة تحتضر تحت وقع الخيانة للجمهورية، خرج الشيخ ناجي جمعان وحده، ومعه أولاده، ليقاتل دفاعا عن كرامة العاصمة، وعن الجمهورية التي ورثها عن أحرار سبتمبر.
طبعا لم ينتظر تكليفا من أحد، ولم يطلب مقابلا، ولم يساوم على موقفه. قاتل بإيمان، وعزيمة لا تُكسر، وكان أول من قطع خطوط الإمداد الحوثية داخل صنعاء، مسجلاً ملحمة نادرة في تاريخ المقاومة داخل العاصمة. حينها.
على أنه دفع ثمن مواقفه غاليا: اثنان من أعز أبنائه ارتقوا شهداء بين يديه، وخسر كل مرافقيه، وكل ممتلكاته، وخرج من الوطن منفيا، صامتا، نبيلا، محتسبا.
وفي غربته، ظل كما عهدناه، متماسكا، لم يندم، ولم يساوم، بل ظل على موقفه حتى اللحظة الأخيرة من حياته، وفاءً لعقيدته الجمهورية، وإيمانا بيمن اتحادي عادل.
وها هو اليوم يرحل، في المنفى، بجمهورية مصر العربية ، بعيدا عن تراب صنعاء الذي عشقه ودافع عنه، يغادرنا كما يليق بالكبار: في صمت، بعد أن أدى واجبه كاملا دون من أو أذى.
لكن رحيله لا يعني غيابه، فالمواقف لا تموت، والصادقون لا يغيبون، إنما تتناقلهم الأجيال وتخلدهم الضمائر الحرة.
ولقد كان الشيخ ناجي جمعان رمزا للحكمة والكرم والصلابة، شيخا لم تفسده السلطة، ولم تشتته الألقاب. كان مرجعا في بني الحارث، وركنا من أركان بكيل، وصوتا عقلانيا داخل المؤتمر الشعبي العام، بل جسد في ممارساته معنى الشرف السياسي والقبلي، وظل حتى آخر لحظة من حياته جمهوريا وحدويا، لا تتبدل مواقفه مع تبدل الظروف.
على إن رحيل هذا الرجل خسارة لا تعوض، ليس لأهله فحسب، بل لكل من يحمل في قلبه ذرة وفاء للجمهورية اليمنية.
فلقد كان أنموذجا للقائد الذي يمضي وحده في الطريق الصعب، لا لأن الطريق يعج بالمغانم، بل لأنه الطريق الصحيح، كما كان يدرك أن الثمن سيكون باهظا، لكنه قبله بإيمان الأحرار.
لذلك نتقدم بخالص العزاء والمواساة لأبنائه الكرام: الشيخ محمد ناجي جمعان، والشيخ خالد ناجي جمعان، ولكافة إخوانهم وذويهم، ولأبناء قبيلته بني الحارث، وقبائل بكيل عامة، ولرفاقه في المؤتمر الشعبي العام، ولكل يمني حر ومخلص، يشعر أن هذا الفقد يمسه كما لو كان فقد والده أو أخاه أو قائده.
رحم الله الشيخ ناجي جمعان الجدري، تغشاه الله برحمته الواسعة، وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا وأهله ومحبيه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
الوحدة المغتصبة والانفصال المغرر به!
فخ الحماقة الذي طالما أبطل فعل الحكمة
سبتمبر أهم؟!
انتهازيون بيافطات مختلفة
السعودية: السلام بأي ثمن..الحوثي: انتظار المراضاة..الشرعية: … !!!
المجلس الرئاسي اليمني... تحدّيات السيادة والمصالح