الأحد 11 مايو 2025
بحاجة إلى مصحات نفسية!!!!!
الساعة 08:12 صباحاً
أيوب الحمادي أيوب الحمادي

الصين تعلّمت خلال العقود الماضية الكثير من "العقلية الألمانية" في مجال الصناعة والابتكار والتكنولوجيا، وبشكل سريع أصبحت اليوم تكتب مستقبلها بنفسها ومستقبل البشر وتحجز مكاناً رائداً لها في العالم. هنا نجد أن الصين أصبحت قوةً مؤثرةً في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي مقارنةً بالغرب. ويزيد من ذلك أنها تمتلك أكبر سوق عالمية للروبوتات الصناعية. كما ظهرت شركات صينية محلية واعدة تحقق تقدماً في مجال الروبوتات البشرية وحتى الذكاء المتجسد. لقد فهمت الصين معنى التفوق الغربي، وأساس الثروة والقوة الحقيقي، ولذلك تسعى الآن إلى تشكيل العالم من حولها وتحديد مفهوم القوة، فصارت تساهم بشكل متزايد في توجيه مسار التطور التكنولوجي العالمي وقريبا حتى مسار التدافع والصراع.

كان من الأجدر أن يكون العرب في هذا الموقع او مقارب له، وأن يتعلموا من غيرهم، حتى ولو لحماية أنفسهم من البطش والاستهداف. فلم يكن ينقصهم المال، ولا البشر، ولا المجال، ولا العقول القادرة، لكن للأسف نعيش نكسات وصراعات جعلتنا بحاجة إلى مصحات نفسية لمن تبقى منا وهو يحاول التفكير في مستقبل الأمة — خاصة وهو يشاهد كل واحد منا، من العرب اليوم، مشغولاً فقط بالهدرة والسياسة والنقاشات الدينية وتفسير أن ما يصيبنا من دمار هو ما اقترفته أيدينا، فسلط الله علينا من يمزقنا عضواً عضواً، ونحن نبتهل ونُصَفِّق.

ومن مُضحكات القدر أيضًا أن الألمان، خلال العقدين الأخيرين، تعلموا من العالم الثالث كثيرًا، وخاصة منا نحن العرب، كيف يُسرفون في الكلام ويضيعون الوقت دون طائل. ولذلك هم الآن يفقدون المكانة التي بنوها بأيديهم قبل نصف قرن. شغلوا أنفسهم بالبيروقراطية الكثيفة، والاجتماعات الدائمة، حتى وإن كان الأمر لا يتطلب سوى خطوة بسيطة، فلا بد من اجتماع. ومع ذلك، مازلت أقول، إن لدى الألمان قدرات عظيمة وأساساً متيناً وثروة هائلة واقتصاد محرك لاوروبا ليقودوا العالم تقنياً، اذا تركوا البيروقراطية الكثيفة وكثرة الاجتماعات على كل صغيرة وكبيرة، غير ذلك يذكرني الامر بالديناصورات.

وأخيراً نفسي في الاجتماعات اقول، قبل 66 مليون سنة انقرضت الديناصورات، وسبب الانقراض كان كثرة اجتماعاتهم حول كيفية التعامل مع التغيرات البيئية. أما الصراصير لم يحتاجوا اجتماعات وقتها، فقد فهمت الوضع حقاً، ونجحت في التكيّف والبقاء 66 مليون سنة بعد الكارثة رغم كل التغيرات.


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار