آخر الأخبار


الجمعة 30 مايو 2025
أحد الخدع الاستراتيجية التي استطاعت المقاومة أن تضلل بها الجيش الإسرائيلي، هي أنها أوهمت إسرائيل بأنها قد أعدت نفسها لحرب شاملة تمتد حتى ثمانية أشهر.
- كل حروب إسرائيل كانت سريعة وخاطفة، وتتراوح بين الساعات والأيام .. والقليل منها امتد لأسابيع.
من هنا مارست المقاومة تضليلًا استراتيجيًا محكمًا وتاريخيًا.
بداية كان المهندس الداهية أبو إبراهيم يصرح ويهدد بأن المقاومة مستعدة لحرب شاملة ومتواصلة لثمانية أشهر.
وإلى هذه التصريحات المباشرة، رصدت استخبارات الاحتلال مراسلات ووثائق وتقارير داخلية (تم تسريبها عمدًا) تتحدث عن أن المقاومة تمتلك من المؤن والعتاد والإمدادات ما يمكنها من الصمود لثلاث مئة يوم.
بطبيعة الحال، فإن فكرة إدارة حرب شاملة، ومع عدو بحجم إسرائيل، ومن داخل الأنفاق، ولمدة ثمانية أشهر، كانت أسطورية وغير قابلة للتصديق - بناء على نمط الحروب السابقة بين الطرفين.
ولذلك تعاملت الاستخبارات الإسرائيلية مع هذه المعلومات والتسريبات بنوع من التكذيب والسخرية، وكانت تقديراتها تشير إلى أن المقاومة لن تصمد أكثر ثلاثة أشهر، ودخل نتنياهو المعركة على هذا الأساس.
لتكشف الأحداث أن المقاومة ادعّت استعدادها لحرب شاملة 300 يوم، وأن إسرائيل زعمت أن المقاومة لا تستطيع أن تصمد ثلاثة أشهر، بينما الحقيقة أن المقاومة قد استعدت لحرب شاملة تمتد لأكثر خمس سنوات.
قمة الخداع الاستراتيجي أن توهم عدوك بالتقليل من قدراتك واستعداداتك، في حين يظن العدو أن الإيهام بالتقليل ما هو تضخيم ومبالغة، فتصبح تقديراته أقل بكثير من الحقيقية.
الصدمة أن نتنياهو حتى الآن، وبعد كل هذه الحرب، لا يملك تقييمًا دقيقًا لمدى قوة المقاومة واستعدادها، وقدرتها على الاستمرار في الحرب، وهذا هو سبب الغضب الأمريكي الأوروبي منه، لأنه في كل مرة يعدهم أن المقاومة على وشك أن تنتهي وأن الحرب ستتوقف، ولكنه يفاجأ بأن قواته تحرث في بحر، وأنا المقاومة قد أعدت نفسها جيدًا حتى تمرّغ أنفه بالتراب، وقد فعلت وصدقت.
ولذا تلجأ إسرائيل إلى تعويض هذا العجز والفشل بقصف البيوت والشوارع وقتل الأطفال والنساء وتدمير المدمر.
الرئيس: هددونا فقَرَّرنا...إعادة الطائرة الرابعة إلى صنعاء
حرب اليمن.. ناصر ظالم أم مظلوم؟!
محطة مفصلية