الاربعاء 21 مايو 2025
للتمزيق ممولون و أنصار
الساعة 08:52 صباحاً
احمد عبدالملك المقرمي احمد عبدالملك المقرمي

   22 مايو1990 ليس حدثا عابرا، و لا تاريخا مغمورا ؛ لأنه يوم صنع فيه اليمنيون اللبنة الأهم لهدف و طموح الثورة اليمنية سبتمبر و أكتوبر.

 

   الأهداف الكبيرة لا تتبدل، و لا تتحول؛ لأن الأهداف العظيمة ثابت من الثوابت التي لا توضع على طاولة المساومات، و إنما تبقى ـ أبدا ـ على صهوة العزم، و حماس البناء، و جدّية العمل.

 

   قد تتعثر الأهداف الكبيرة، و قد يشوبها القصور، و قد يطرأ عليها إساءة في التطبيق، و هذه أعراض، و أمراض تستوجب العمل لمعالجتها، وإصلاحها لتترسخ الأهــداف، و تعطي أُكلها ، و تَمنح ثمارها.

 

   الاستقلال و طرد المستعمر ـ مثلا ـ لأي شعب من الشعوب، يظل هدفا لا يغيب، و لا يقبل المساومة. و قد تعترض سبيل تحقيقه مشاق، و صعاب، و يتطلب تحقيقه تضحيات جسام، و قد يطول الطريق.. فهل انصرف شعب من الشعوب عن المُضِي نحو تحيق هدفه في الاستقــــلال و طـرد المستعمر ؛ بحجة جسامة التضحية ، و عِظَم الكلفة الكبيرة؟  كلا.

 

   لقد سقط أكثر من ثلاثين ألف شهيد في يوم واحد في الجـزائر ، في تظاهرة واحدة في مقاومة الاستعمــار الفرنسي، و لماذا نذهب بعيدا ؟ و الشعب الفلسطيني، يواجه الصهيونية منذ 77 عاما بلا كلل، و لا ملل حتى اللحظة التي تكتب فيها هذه السطور، و اللحظة التي تُقرأ فيه هذه الحروف . فهل تراجع الشعب الفلسطيني عن هدفه في نيل حقوقه و حريته، و استقلال وطنه بحجة الكلفة الكبيرة ، و طول الطــريق ؟ أو بعذر المـــؤامرة الكونية؟ أو بحجة خذلان أشقـــائه العـــرب؟

   أبدا لم يحدث ذلك  ! بل زاد حماس الجهاد و الكفاح، و بذل التضحيات.

 

   التعـثر، و القصــــور ، و إساءة التطبيق ، هذه قضايا، و أمور جانبية لا يجوز، و لا يصح معها ـ أبد ـ أن نجعل منها أسبابا يذهب بأي أحد إلى التشنيع على الهدف ، أو السعي لتدميره ، و إنما الواجب المفروض، تصحيح الأخطاء، و معالجة أسباب التعثر، و تجاوز القصور.

 

   فمثلا ؛ كان و لايزال هدف الشـــعب الفلسطيني نيل حريته و استقلال وطنه، و اسْتُدرِج بعض أطراف النضال الفلسطيني لمفاوضات؛ فإذا هم بعد نضال مرير، يفطرون على " بَصَلة "..!! فاتفاق أوسلو  كان فخا استعماريا ماكرا تضافرت عليه أطراف كُثُر ، فهل يُقبل أن تنصرف ردة الفعل هنا إلى أن ينصرف الفلسطينيون لشتم الاستقلال الذي هو الهدف الأسمى؟ و لعن من سيتحدث عن الاستقلال، و سب من سيناضل من أجله ؟!  كلا، و ألف كلا.

 

   لكن انظر .. جاء رجال صدقوا ما عاهدوا  الله عليه، و أتى فتيةآمنوا بربهم ، فصححوا الوسائل، و المــواقف، و تحديد الطـريق، نحو الهدف الثابت و المعلن.

 

  الأهداف الكبيرة، و العظيمة، لا خلاف حولها، و لا ينبغي تقزيمها، فضلا عن التخلي عنها، و إنما الخلاف حول الوسائل، و عوامل القصور، و أسباب التعثر و الأخطاء.

 

   ماذا لو كانت الأمة العربية ـ اليوم ـ كلها على موقف واحد أبيًّ و صادق حول فلسطين؟ هل سيكون وضع العرب، و وضع فلسطين بهذا الحال؟

   هل لو كان العـرب في وحـــدة و اتحـاد ستخرج قمة بغداد، و كل القمم العربية التي سبقتها بذلك الضعف و الركاكة ؟!

 

   الوحــدة قـوة، و عــز ، و هيبـة و سلطان .. و الفُرقة ضعف و ذل ، و رخاوة و تبعية ..!! و واقع الأمة شاهد، و الهدف الأسمى واضح، و لكن.. و آه من لكن !

   إن لزرع الفرقة ، و التمزق، و التقزم ، مخططون و ممولون، و أطماع رخيصة.

 

   و حالنا في اليمن ـ و نحن في مواجهة مشروع ظلامي بائس و  متخلف ـ و الكل يعلم ذلك ـ إلا رخيص الموقف، أو صاحب العقلية الابتزازية ـ تستدعي هذه الحال وحدة الصف، و توحيد الجهود و الطاقات، و طرح أطماع الصغار جانبا، والتوظيف الأبله للقضايا بعيدا،ثم المضي على موقف رجل واحد،و هدف سـام ، نحو الهـــــدف الأعلى لليمن و اليمنيين ، و هي معركة الخلاص.

 

   أين؟ أين؟ ما كانت تردده كل العواصم العربية:  شعب عربي واحد، علم عربي واحد ..!!


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار