آخر الأخبار


السبت 10 مايو 2025
طبعا في عصرٍ تُسلَّط فيه الأضواء على صُحف الفنادق الفاخرة، وتلهث الأنظار خلف حقائب السفر المترفعة عن وجع الشارع اليمني، تبدو حكومةُ “الرحلات المؤقتة” أكثر انشغالا بالغياب عنها من اهتمامها بوجودها الفعلي في قلب العاصمة المنكوبة. هنا، حيث تدق طبول الجرائم يوميا، لا نسمع إلا همهمة ضيوف الفنادق الرخماء. فـ«استعادة الدولة تبدأ بترك الفندق»، كما قالها شريفٌ واحد، لكنّها في نظرهم كأنها جريمةٌ لا تُغتفر!
بل في صنعاء، المدينة التي لاتجد خبز الكدم إلا بصعوبة وزقاق حارة طلحة في صنعاء القديمة تحولت إلى ركام من المشاهد القاتمة، لا تقدر هذه الجماعة الإجرامية قيمة الروح اليمنية، ولا تزن في ميزانها خسائر الأجيال القادمة.
نعم: لقد بنوا “دولة” على أنقاض الحضارات، وظنوا أن لبس الجلباب وترديد خطبٍ ملطخة بالدماء يجعلهم أوصياء على حق الشعب في الحكم.
ويا له من سلوك عبثي: نهبٌ للمقدرات، وتسخيرٌ للمساعدات الإنسانية لتدعيم ترسانتهم، فيما المواطن يبحثُ عن لقمة تسد رمقه تحت أقدامهم!
ولكن السخرية الكبرى أن يواصل المبعوث الأممي جلساته في غرف مكيفة، مُصحوبة بالقهوة التركية، بينما تذلُّ العملةُ المحلية تحت وطأة أحذية الميليشيا.
بالتأكيد يقال إن الدبلوماسية تُعنى بزيادة فرص السلام، لكن سلامهم يبقى حكرا على صنف خاص، يُخضع البقية لشروط مفتعلة.
نعم، هم طغاة وجلبوا غزاة بأيديهم حين أذعنوا للابتزاز السياسي، وراحت أصواتُهم تعلو مطالبة بحوار مع لصوص السلطة، كأنَّ هذه الجماعة تستحق مكانة في أي طاولة تفاوض!
والحال يتساءل المواطن: “أين الحكومة؟” فلا يجد جوابا سوى صوت الريح في الأراضي الفارغة المحيطة بمباني السلطة.
بمعنى أدق إنهم بعيدون عن الواقع بقدر ما يبتعد السحاب عن الموتى؛ ولربما استأنسوا بالسراب فتوهموا أنه مياه الحياة. أما همجية الجماعة في صنعاء، فتزداد يوما بعد يوم، تسحق تاريخ اليمن وحضارته، وتغتال الحلم في عيون الأمهات اللواتي يفقدن أطفالهن جوعا وبردا.
لكن، وإن طال زمن “الحجوزات الدبلوماسية”، تبقى قوة الشعب اليمني باقية، تنبض في شرايين الجبال والوديان، وتنبعث في نغمات القصائد التي تُعلن عن يوم جديد. فاستعادة الدولة ليست أمنية عابرة، بل شوقٌ إلى وطن يضجُّ بالحرية والكرامة.
والحق يقال إن لم يتحرك الضمير الشعبي والحكومة المهاجرة في آن واحد، فسوف نرى صنعاء تحكمها قبضةٌ أكثر شراسة مما نعرف، وتصبح أدراج التاريخ درسا لمن لا يرى.
فهل نحن في انتظار معجزة تنزل من السماء؟ بل إن معجزتنا الحقيقية موجودةٌ في وحدة الكلمة والإرادة.
بمعنى آخر فلننتفض، ولتغادر المقاعد المخملية من هم يعتقدون أن قضايا اليمن تنتهي بشروطهم، وليعلموا أن الوطن لا يموت طالما يبقى فينا نبضٌ واحد.
لنخلص إلى أن استعادةُ الدولة هي السبيل الوحيد لحماية اليمنيين وكرامتهم، فلا تبدأ الرحلة إلا بخطوة خارج ذلك الفندق الوهمي.!
نقلا عن صفحة الكاتب على الفيسبوك
فهلوة المستميت الذي لا يستحي
عن قديس المستشفى ومدعي النبوة
إعادة 15 مليون ريال سعودي للحجاج اليمنيين بقرار رسمي
دولة في حقيبة سفر... وصنعاء في قبضة الطغاة
لماذا يرتجف الحوثي من فنان؟