آخر الأخبار


الأحد 8 يونيو 2025
طبعا في زمان تتقاطع فيه الكارثة مع "الترند"، وتُحاك المؤامرات على مهل كأنها وصفات "باستا"، يصبح الحفاظ على قلبك أكثر بطولة من فتح القسطنطينية!
يقول نيتشه، ذلك العجوز الفلسفي ذو الشارب الجبار: "كن حريصا وأنت تصارع الوحوش، كي لا تصبح واحدا منهم."
لكن مهلا... من هم الوحوش؟
وهل ما زالوا يلبسون الجلود ويأكلون النيء؟
لا، يا عزيزي،لا يا عزيزتي:
الوحوش اليوم يرتدون بدلات رسمية، يستخدمون "لينكدإن"، ويبتسمون في وجهك وهم ينهشونك اجتماعيا واقتصاديا وروحيا.
المصيبة أننا – نحن الطيبين نظريا – نتحول إلى وحوش صغيرة على استحياء، نرتكب الجرائم الأخلاقية من باب "الضرورة"، نبرر التحريض والخيانة بأنهما "تكيف"، والكذب بأنه "دبلوماسية"، وانعدام الضمير بأنه "واقعية"!
وهكذا نُطبع مع القبح كما نُطبع مع الغلاء والخذلان وصفوف الانتظار.!
والشاهد أن العالم صار مسرحا كبيرا لمسابقة "من يستطيع أن يتحول إلى وحش أنيق دون أن يشعر بالذنب؟"
ومع كل مصيبة – من خيانة صديق، إلى خيبة وطن، إلى فاتورة كهرباء بحجم الخيال – يصبح الحفاظ على قلبك مهمة مستحيلة، أشبه بمحاولة شحن هاتفك في منتصف صحراء.!
لكنّ المضحك المبكي أن الإنسان المعاصر، بعد أن يتحول إلى وحش، لا يكتفي بأن يصير كذلك... بل يبدأ بتدريس فلسفة الوحشنة!
نعم:
ينصحك أن "تكون قويا"، أن "تفكر بمصلحتك فقط"، وأن "تتعلم من ضربات الحياة" – وكأن الحياة ملاكمة، ونحن مجرد أكياس رمل.!
ومع ذلك، يظل هناك قلة – قلة نادرة، قد تكون أنت منهم – يحاولون أن يحتفظوا بقلوبهم وسط هذا المسلخ البشري.
هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون، لا من يصرخ على "السوشيال ميديا"، بل من يصر على أن يبقى إنسانا في عالم يستهزئ بالإنسانية.
ويبقي السؤال الذين كلنا نتهرب منه:
ليس كم مرة تحولت إلى وحش... بل كم مرة قاومت أن تصبح كذلك؟
عَدن... ومِـدادُ الشَّـوقِ العَائدِ مِن صَنعاء
هلال مكة
معركتنا واحدة.. وعدونا واحد
أهلا بك في غابة الإنسان المعاصر!
شرعية اليمن وأوراق الضغط
وين الغاز