مصطفى الجبزي

بينما تغرق عدن (العاصمة دفترياً) في ظلام دامس بسبب انقطاع الكهرباء إلى درجة تهدد مرضى الكلي وغيرهم من الأمراض الحرجة بالموت..
بينما تتوقف العملية التعلمية ويضرب عشرات الاف المعلمين الذين لا يتلقون رواتبهم أسوة بزملائهم وبنفس المخصصات في نطاق الشرعية..
بينما أطلق سراح سحر الخولاني المعتقلة منذ شهور في سجون الحوثيين في حالة عار تاريخية لا مثيل لها في تاريخ اليمن المعاصر حين يزج بالنساء في السجون بسبب رأي سياسي ومعارض. 
بينما يحشد الحوثي طلبة المدارس والجامعات قسراً في تعبئة عقائدية وجهاادية مريعة ويجمع قواته على مشارف مأرب قبيل رمضان..
يعج الفيس بمهاترات بين فريق غاضب لأن فتاة يمنية ستتزوج شاب عربي وفريق غاضب ضد غضب الفريق الأول. 
او يعود إلى السطح جدل ومكالحة أحقية وبطلان ثورة فبراير، ويخطب الزعماء من كل صنف وصوب 
هل انتهت القضايا ؟
ام ان الناس في كوكب آخر ؟
 من الذي يبتكر هذه القصص ؟ من هذا المتخصص في إلهاء الناس ؟ ماذا وراء هذه الفقاعات ؟ 
كيف وصل الناس إلى هذا الانقطاع عن قضاياهم ؟ اليس وراء هذه الغفلة انهيار كبير ؟ 
هذا اللاكتراث هو مدخل الانقلابات تسيد العصابات والجهويين والطائفيين  . 
ما بال هذا الشعب لا يولى اهتمامه ولا يفكر بمستقبله؟ 
ما بال نخبه السياسيه تدفن راسها في الرمال امام كارثة انهيار الشرعية ووحشية الحوثي الذي يحاصر الناس اقتصاديا شيئا فشيئا ؟ 
قبل أعوام توعد إيراني متفاصح انه سيفطر بتمر مأرب في رمضان ؟ 
ذهب الوعيد ادراج الرياح بعد تضحيات وخسائر هايلة في الأرواح والعتاد. 
فهل يعيد الكرة الحوثي ؟ وهل يتغافل الناس قبيل رمضان ؟ 
كل شيء مناسب ومهيئ وقد يستبق الحوثي كل عقوبة او اي رد فعل 
حكومة مدوخة ومجلس قيادي مشتت ومجتمع في لهو ومناطق نفوذ متنافرة . فهل هناك فرصة افضل من هذه 
 كي يقتنصها الحوثي؟