آخر الأخبار


الثلاثاء 22 ابريل 2025
قرأت تحليل الدكتور ياسين سعيد نعمان بعنوان "حتى لا يتكرر شعار "الانسانية" الملتبس في تعريف ملتبس للدولة" وهو يعكس واقعاً اجتماعياً وسياسياً معقداً..
تكمن فلسفة الدولة في القدرة على تحقيق التوازن بين المصلحة العامة وحقوق الأفراد، وهذه هي الوظيفة الأساسية للدولة في أي نظام ديمقراطي أو حتى شبه ديمقراطي فمن خلال رؤيته العميقة وتجربته الممتدة في السلطة والمعارضة يدرك الدكتور نعمان أن الدولة ليست مجرد جهاز إداري أو أداة للسلطة بقدر ما تكون كيان وجودي يرتبط بمصير الشعب وتطلعاته فهي المسؤولة عن حماية مقدراته وضمان حقوقه الأساسية في العيش بحرية وكرامة.
من جهة أخرى.. تكشف السلطات التي تحكم اليمن عن نموذج للسلطة التي تغذيها دوافع جماعية ضيقة ومصالح خاصة تُعلي من شأن الجماعة على حساب الكيان الاجتماعي الأكبر.. وفي هذا السياق يعيدنا الدكتور ياسين إلى سؤال فلسفي حول طبيعة السلطة..هل هي أداة لخدمة الجميع أم أنها مجرد آلية لبقاء فئة معينة على حساب التضحيات الجماعية؟ هذا الاختلاف الجوهري بين السلطة المنتخبة - التي من واجبها أن تحتضن الأمة بكل مكوناتها - وبين سلطة الجماعات التي لا تهتم إلا بمصالحها الضيقة، هو ما يحدد الفارق بين "الدولة" بما تعنيه من التزام أخلاقي واجتماعي، وبين القوى الأخرى التي لا ترى في الشعب إلا وسيلة لبقاء تلك السلطة.
إذا نظرنا إلى السلطة من منظور فلسفي أوسع.. نكتشف أن المليشيات لا تحمل في طياتها أية فكرة عن العقد الاجتماعي، الذي يُفترض أن يربط الدولة بالشعب من خلال احترام الحقوق والواجبات المتبادلة..فالجماعات تسعى لتخريب العقد الاجتماعي من خلال غياب أي شعور حقيقي بالمسؤولية تجاه مصلحة المجتمع ككل.. بينما الدولة -أي دولة- بمفهومها العميق ؛تتحمل عبء المسؤولية الوجودية عن شعبها وتحاول إعادة بناء هوية الأمة بشكل يضمن استدامة العيش المشترك والتعاون بين الأفراد.
إن الصراع ليس صراعاً سياسياً فحسب، بل هو صراع فلسفي على معايير العدالة والمساواة وهي مفاهيم يجب أن تكون محورية في أي تعريف حقيقي للدولة.. هذا التباين بين الدولة التي تراعي المصلحة العامة والجماعات التي لا ترى في الشعب سوى أداة للبقاء، يمثل الفجوة الأساسية التي تتطلب منا رؤية فلسفية جديدة وشاملة لفهم طبيعة الصراع اليمني والتأكيد على أن أي تصالح مع هذه الجماعات تحت شعارات "الإنسانية" ليس إلا التفافاً على الحقيقة، وتضليلاً للمجتمع الدولي عن جوهر ما يحدث.
ترامب يخلق فراغ قوة عندنا … إن لم نملأه سوف يملؤه غيرنا … والوقت يضيع
المشاط يهدد والشعب يسخر.. وهزيمة الحوثي تقترب
الهروب من الواقع
فلسفة الدولة
حتى لا يتكرر شعار "الانسانية" الملتبس في تعريف ملتبس للدولة
معارك هامشية.. وبوصلة غائبة!