السبت 19 ابريل 2025
لنجعل العاصمة سقطرى: لا صنعاء ولا عدن
الساعة 04:46 مساءً
فتحي أبو النصر فتحي أبو النصر


ليست مزحة تاريخية ولا نزوة خيال، إنما اقتراح جاد ينبع من أعمق أعماق الشعور بالخذلان من مركزية العاصمة التقليدية، سواء كانت صنعاء المُثقَلة بتاريخ الصراعات، أو عدن المُستنزفة بالتجاذبات. 
نعم ، لماذا لا نمنح سقطرى ـ الجزيرة المنسية في جغرافيا السياسة والحاضرة في وجدان الطبيعة ـ شرف أن تكون عاصمة اليمن القادمة؟

سقطرى ليست فقط كنزا بيئيا فريدا على مستوى العالم، بل هي أيضا صورة رمزية لنقاء الوطن، منطقة لم تتلوث بعد بالصراعات المناطقية ولا بالتقسيمات المذهبية، ما يجعلها أرضا بيضاء تصلح لكتابة صفحة جديدة من تاريخ اليمن، صفحة عنوانها التعايش والتجدد والعدالة.

من الناحية الجغرافية، تتمركز سقطرى في نقطة استراتيجية تطل على المحيط الهندي وبحر العرب، وهي صلة وصل بين آسيا وأفريقيا. ومن الناحية الحضارية، فهي تحتضن موروثا فريدا بلغته وثقافته ونباتاته وسكانها الطيبين الذين يعيشون بتناغم مع الطبيعة.

صدقوني نحن بحاجة لعاصمة رمزية تبدأ من الصفر، غير مشبعة بالحسابات القديمة، وغير مرتهنة لمآسي الصراعات السابقة. أن تكون العاصمة في سقطرى هو إعلان رمزي بأن اليمن الجديد لا يعترف بالانقسامات التي فرضتها الحروب، بل يسعى لبناء وطن يتسع للجميع من نقطة خارج صراعاتهم.

على إن ليس في ذلك إلغاء لتاريخ صنعاء ولا لروح عدن، بل إن سقطرى ستكون بمثابة النَفَس الذي تستعيد به اليمن وعيها بعد سبات طويل من الغرق في التاريخ الدموي. عاصمة الطبيعة، عاصمة الإنسان، عاصمة الحلم الهادئ.

دعونا نحلم، وننقل العاصمة إلى سقطرى، ليس فقط جغرافيا، بل وجدانيا،  فربما من هناك، من بين أشجار دم الأخوين وسواحل النقاء، يمكن أن نعيد صياغة اليمن، لا كأرض ممزقة، بل كوطن ينبض بالمستقبل الخلاق!

نقلا عن صفحة الكاتب على الفيسبوك 


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار