الاثنين 28 ابريل 2025
الحسّابة بتحسب يا مجلسنا...
الساعة 09:54 صباحاً
هزاع البيل هزاع البيل

يعيش اليمنيون اليوم معاناة لا يعلم شدتها إلا الله.

في أرضهم، في دولتهم، في سلطتهم، في كل ما يمتّ بصلة إلى الشرعية، يكابدون القهر والفقر والخذلان.

انهيار الدولة أصبح واضحًا للعيان، والمليشيا الحوثية الجاثمة على الأرض تمضي في مسار الخراب دون توقف، تدمر كل شيء وتقتل كل حلم.

منذ 2011 وحتى اليوم، ونحن نغرق في أزمات متلاحقة، تتوالى الواحدة تلو الأخرى.

أسباب كثيرة أوصلتنا إلى هذا الحال، لسنا بصدد استعراضها الآن، ولكن ما نعيشه اليوم هو الأصعب، والأكثر وجعًا، والأشد ضياعًا.

أمامنا مليشيا لا تعرف إلا لغة الحرب، تعشق الدمار، ولا يملأ قلبها إلا صوت الرصاص وصرخات الألم.

وللأسف، أمامنا أيضًا شرعية تُثقل كاهلنا بمعاناة لا تقل قسوة، وأحزاب لو وضعت في ميزان السياسة لكانت من أغبى الأحزاب وأقلها وطنية في العالم.

أما المجلس الرئاسي، فلا ندري ماذا ينتظر ليتوحّد؟

هل يرون أن التباعد قوة؟

هل يظنون أن الوقت في صالحهم؟

ما نعلمه يقينًا أن التاريخ لا يرحم، وسيسجل كل موقف وصمت وتخاذل.

كيف تحسبون الأمور؟ كيف تنامون والناس يغلي غضبهم عليكم؟

أسئلة تبحث عن إجابة... ولن تجدوا في الغد متسعًا إن أضعتم اليوم.

أما الهرم التنفيذي للدولة، فحدّث ولا حرج:

مجلس وزراء معطّل، وزراء غائبون عن قضايا الناس، ورئيس وزراء يعيش وكأنه في عالمٍ موازٍ بعيد عن وجع اليمنيين وآلامهم.

المنظومة الشرعية كلها لغز يحتاج إلى حل عاجل!

ومن هنا، نوجّه رسالتنا إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي بصراحة ووضوح:

هل لا زلت قادرًا على قلب الطاولة؟

هل تستطيع أن تحدث التغيير الحقيقي الذي ينتظره شعبك؟

ثق أنك إن تقدمت خطوة واحدة بصدق وعزم نحو استعادة اليمن، فستجد خلفك شعبًا بأكمله يدفعك دفعًا لا تتصوره.

نؤمن أن في المجلس رجالاً وطنيين مخلصين يريدون صنعاء، يريدون استعادة اليمن، ولكن بين النوايا الطيبة والواقع يقف غباء سياسي وإرث حزبي بغيض يعيق كل تحرك.

جربوا أن تترفعوا عن خلافاتكم الصغيرة وحساباتكم الضيقة.

اجعلوا بوصلتكم صنعاء... اصرخوا في وجه العالم: قبلتنا صنعاء! هدفنا صنعاء! لا حديث قبلها ولا بعدها!

امضوا من أجل اليمن وارفعوا رايتها.

فوالله، لن يرفعكم إلا شعبكم بعد الله، ولن يخسف بكم إلا هو إن خذلتموه.


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار