آخر الأخبار


الاربعاء 2 ابريل 2025
في ليلة السابع والعشرين من رمضان عام 1991، ودع اليمن أحد أعظم رجالاته، الحاج هائل سعيد أنعم العريقي، رجل الأعمال الأكبر في اليمن و الملياردير الأول الذي لم يكن مجرد رجل أعمال، قدر ما كان رمزا للخير والعطاء والتنمية في البلاد.
وكأن الأقدار اختارت له ليلة من أعظم الليالي، رحل فيها عن الدنيا بعد أن قضى سنواته الأخيرة معتكفا في مسجد قريتنا، يوزع الصدقات بيديه الكريمتين، ويحيط الفقراء بعطفه وكرمه. بثوبه الابيض والدسمال الذي ميزه على رأسه.
والشاهد أنه منذ نشأته، لم يكن هائل سعيد مجرد تاجر يسعى للربح، بل رجلا آمن بأن التجارة ليست فقط أرقاما وأرباحا، وإنما رسالة لبناء الإنسان والمجتمع.
فكان حالة استثنائية لرجل الأعمال الذي حمل هموم بلاده على عاتقه، وكرس حياته لمشاريع تنموية امتدت إلى كل محافظات اليمن، شمالا وجنوبا، بلا استثناء.
بمعنى أدق لم يكن يفرق بين مدينة وأخرى، أو بين فئة وأخرى، بل جعل من ثروته وسيلة لسد احتياجات الفقراء، وبناء المدارس، والمراكز الصحية، والمشاريع التي غيرت وجه الحياة في مناطق كثيرة باليمن.
والحق يقال لم يكن سعيه للخير مجرد عمل مؤسسي بعيد عن الناس، بل كان يتجلى في لحظات شخصية دافئة لا تزال محفورة في ذاكرة من عايشوه.
في قريتنا الحبيبة، اعتاد أن يقضي العشر الأواخر من رمضان معتكفا في المسجد، كان الأطفال ينتظرونه، وأنا منهم لأنه لم يكن يمر دون أن يوزع علينا الحلوى بيديه، وينثر الفرح في قلوبنا الصغيرة.
تلك اللمسات الإنسانية جعلت اسمه خالدا في ذاكرتي ، ليس فقط كرجل أعمال، بل كأبٍ حنون للفقراء، وفارس في ميادين العطاء.
وعندما حانت لحظة الوداع، كان له مشهد مهيب يليق بحياته الحافلة . دخل القبر بايد أحبته وعرفته عن قرب، ومن بينهم خالي ،قاضي القرية الذي لم يكن مجرد مشيع، بل مديرا لمدرسة بناها الراحل الكبير، كجزء من إرثه التعليمي الذي امتد ليشمل أجيالا وأجيالا من اليمنيين.
ولقد ترك هائل سعيد أنعم وراءه إرثا اقتصاديا وتنمويا لا يُقدّر بثمن.
لكن مجموعة شركاته التجارية لم تكن مجرد مصدر للربح، بل قاطرة للتنمية، ومحركا للاقتصاد اليمني.
كل مصنع، وكل مدرسة، وكل مركز صحي وفعل تنموي أسسه، شواهد على رؤية رجل آمن بأن النجاح الحقيقي لا يُقاس فقط بالأموال، بل بالأثر الذي يتركه الإنسان في مجتمعه.
وللعلم فإن الفاضل الفقيد هائل سعيد أنعم العريقي من الداعمين لثورة 26 سبتمبر.. رجل الخير والثواب والبركة والبناء والتنمية. بآلاف المشاريع في عموم الجمهورية .
حين رحل في ليلة القدر، كما لو أن السماء اختارت أن تختم رحلته الأرضية في أعظم ليالي البركة.
لكن اسمه لم يرحل، فما زال حاضرا في ذاكرة اليمنيين، في صروح بناها، وفي الخير الذي غرسه، وفي قلوب الذين لمسوا كرمه وعطائه.
إنه ليس مجرد اسم في كتب التاريخ، بل روح تسري في كل زاوية من زوايا اليمن، تهمس لكل جيل بأن العظمة الحقيقية تُبنى بالعطاء، وأن الأثر الطيب هو ما يبقى بعد الرحيل.
في ذكرى رحيله
ازعم أنه الشخص الوحيد المخلد في ذاكرة اليمن الانسانوي .حضرت جنازته. .لحده خالي.
رحمة بلا حدود
الصورة وهو في إحدى زيارته إلى إيطاليا رفقة زوجته الفاضلة الراحلة "الجليلة".
أبحر الجميع على قارب إسمه "دولة المواطنة"
عن توقيت زيارة الرئيس العليمي إلى الرياض
محاولة جديدة لإيداع جنوب اليمن في ثلاجة الماضي
لاجئون أم مندوبو مبيعات للمليشيات؟
زلزال تايلاند 7,7 .. وزلازل اليمن!