آخر الأخبار


الأحد 18 مايو 2025
يُذكّرني المجلس الرئاسي وأعضاؤه بـ"صالون" أحمد ناجي وأبنائه.
قبل خمسة وعشرين سنة، كان امتلاك سيارةٍ كفيلًا بأن يُدر على صاحبها الكثير من الرزق نظراً لقلة وسائل المواصلات في قريتنا والقرى المجاورة لها وفي ريف تعز بأكمله. ولهذا الغرض اشترى أحمد ناجي ـ الله يذكره بالخير ـ سيارة صالون 86 حالتها حالة، كي يستخرج منها ما كتبه الله من رزقه ورزق أولاده الكثيرين.
رغم الحالة المزرية للسيارة، إلا أن بن ناجي جعلها أكثر السيارات التي تحتوي على زراكش وعبارات، ومنها العبارات الموجهة للمنافسين والحاسدين وأبرزها هذا البيت على صدام السيارة:
يا باسط الأرض يا رافع السماء.. عين الحسود تبلى بالعمى
ولجذب الركاب بمزايا لا يجدونها لدى منافسيه -مثل سيارة عبده صالح، أو أحمد سعيد الآنسي، أو أصحاب سيارات الشاص- دعم أحمد ناجي سيارته بمسجلة وسماعات ضخمة، اقتصر تشغيلها على الأغاني الاجتماعية التي لاقت رواجًا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مثل أغاني أحمد راوح ونجيبة عبدالله، والشريط اليتيم لصبري السقاف بأغنية:
وامسعده افتحي الباب.. واندي الصميل الأعكف
شاروح اشوف بجاش... واندي له ضربه توصف
واعرفه الرجاله..والحق بعدا شعرف
مو دخله بحولي.. فكي الطريق وامكلف
ورغم جهد ابن ناجي، كان الركاب أقل إقبالاً على السفر بصالونه.
في نظر الآخرين، كانت مشكلة أحمد ناجي الذي تزوج أربع مرات، في كثرة عياله. أؤكد أن أي شخص يملك مجموعة من الأولاد متقاربي الأعمار سيواجه المشكلة ذاتها؛ فالتنافس بين الأولاد يخلق ضجيجًا مستمرًا، ويضطرك إلى تلبية مطالبهم جميعًا في محاولةٍ للعدل بينهم. شخصياً: «كنت أحسد أبناء أحمد ناجي لأنهم يمتلكون سيارةً ويذهبون مع والدهم إلى المدينة يوميًا.
لم تصبني دعوة "عين الحسود تبلى بالعمى"، لكنني حين كبرت وصار لي أطفال، فهمتُ سبب أخذ أحمد ناجي أولاده في مشاوير السيارة التي تشهد تنافساً محموماً على الجلوس في المقعد الأمامي، عراك حول النوافذ، التراشق بأشرطة أحمد راوح ونجيبة عبدالله، ولعب حول السيارة في الشارع ومجاذبة المارة، والمشادة مع الباعة المتجولين، وهذا هو السبب الذي لم يره الأب كما يبدو.
مثل أي سائقٍ طموح، كان أحمد ناجي يحلم بتحويل "صالون 86" العتيق إلى "مونيكا" فخمة! وكلما زاد اجتهاده، ازدادت العبارات اللاصقة على سيارته:
"سايرني وهدّي.. واترك التحدي".. "سافر معي يا قمر" إلخ.
ورغم مسايرته للوضع، إلا أن التذمر يراوده حين يرى تكاليف الحياة، من يسأله: وين البيس؟ أنت تشقي؟ كم معك بيس مخبى؟
يرد: مو من شقية.. السوق تعبان؟
لم يكن الخلل من السوق، ولا من الصالون، ولكن من طريقة الشغل، إذ كان أحمد بن ناجي بتعبير قروي: «يمشِّي الجهال، سارح مروح».
الصالون الرئاسي يذهب ويعود، بأعضائه الثمانية: تنافسٌ محموم على المقاعد الأمامية لاستقبال الوفود، عراكٌ على المناصب، قذفٌ بالإعلام (بدل الأشرطة)، لعبٌ في البلاد بأجنداتٍ مختلفة، شدٌّ وجذبٌ مع الحلفاء برؤىً متناقضة. الصالون الممتلئة بالمتنافسين الذين يتعاركون على الأبواب، ويتنازعون على الركاب - إن وجدوا راكباً - لا تجذب زبائن، ولا تغير من حال صاحبها، فكيف تُغيّر حال البلاد؟!
تدرون متى ارتاح أحمد ناجي؟
عندما كبر أولاده!.
مشكلتنا أعمق.. أعضاء المجلس الثمانية إما كلهم يريدون أن يكونوا أحمد ناجي، يتنافسون على المقود.. أو كلهم أولاده يتشاجرون في الخلف!
نقلا عن موقع يمن شباب نت
خلاصة نضال اليمنيين
الوحدة اليمنية: المجد الجريح الذي لا يموت
الصالون الرئاسي
محافظ تعز وهدم الكعبة المشرفة
الانتقالي الجريح... بين زهو البداية وخيانة النهايات