آخر الأخبار


الاربعاء 21 مايو 2025
على عكس ما تردد حول نتائج زيارة الرئيس الأمريكي المثير للجدل دونالد ترامب إلى ثلاث دول عربية خليجية منتصف هذا الشهر ، فإن الزيارة لم تكن مناسبة لجني المال، لأن الترليونات هي عبارة عن التزامات مبدئية باستثمارات طويلة الأجل، وصفقات تسليح فتحت بسببها أبواباً كانت مغلقة أمام العرب وحالت دون حصولهم على التكنولوجيا بفعل تأثير اللوبي الصهيوني وامتداداته في المؤسسة الأمريكية الحاكمة.
ذلك يعني أن زيارة ترامب دشنت عهدا جديداً من العلاقات التي تقر للدول العربية وعلى رأسها السعودية وقطر والإمارات، ذات الثقل المالي والاقتصادي والتجاري بمكانة وتأثير في تقرير مستقبل المنطقة والتأثير في السياسات الدولية أيضاً.
ارتفاع مكانة الدول العربية الخليجية استناداً إلى الشراكة التي دشنها ترامب، خصم على الفور من الحصانة التقليدية للكيان الإسرائيلي، التي سمحت له خلال العقود الماضية بخوض حروب متوالية وارتكاب جرائم إبادة، وأبقته ثقباً أسوداً للموارد المالية والعسكرية الأمريكية، وهو أمر لا تحتمله الذهنية الاستثنائية للرئيس ترامب مقارنة بالرؤساء الذين سبقوه.
المواقف الغربية تتدحرج بقوة باتجاه الرفض الصريح لتوسيع الحرب الإسرائيلية على عزة واستمرار الحصار والتجويع، والاستعداد للاعتراف بالدولة الفلسطينية، بل والتلويح بفرض العقوبات.
هذه المواقف استرشدت بالتأكيد بالتحول في الموقف الأمريكي الضاغط على الكيان الإسرائيلي من أجل وقف الحرب وإدخال المساعدات ومنع انحدار الوضع إلى مجاعة شاملة.
لا يحتاج المرء إلى الكثير من الفهم ليستنتج أن الإفراج عن الأسير مزدوج الجنسية عيدان كان نتيجة مبادرة لبعض القادة الذين زارهم ترامب، مقابل رفع الحصار وإدخال المساعدات والتحرك الفوري لإنهاء الحرب.
أن تمضي الأمور في هذا الاتجاه فهو مؤشر بالغ الأهمية على أن الأداء السياسي ذي الطابع الفردي لترامب يعصف بإرث من البناء الصهيوني لمنظومة علاقة وثيقة بين أمريكا والكيان الإسرائيلي بنيت خلال أكثر من قرن أي منذ ما قبل تأسيس الكيان العام 1948 ، وتحولت بفضلها أمريكا إلى قاعدة إمداد هائلة مالية وعسكرية لكيان محتل مسكون بعقيدة دينية توسعية ودموية، وأبقته مطلق اليد ليعبث ويستبيح الأرض والدم في فلسطين، والمنطقة.
سياسة الصفقات التي ينتهجها ترامب، تتمتع ببعد عقلاني، يوازن بين الشراكة المثمرة مع الدول العربية، وبين الكلف العسكرية والمالية لنظام استعماري توسعي عنيف تمثله إسرائيل وقد ازداد سوء في ظل تحالف يمين الوسط و اليمين المتطرف.
هيثم الزبيدي.. في وداع مقاتل نبيل
مشروع الإنفصال وداعميه
ثقب الأوزون لا علاقة له بالأمر… لكن المياحي فعلها!
صالح وتعز
جريمة قتل بشعة ووحشية تفجع الجنوبيين وتحرق قلوبهم؟