الخميس 17 ابريل 2025
شرعب: حين تلدُ الجبالُ أبطالا ويأتي الأقزام ليبيعوا الدم بالخيانه
الساعة 04:08 مساءً
فتحي أبو النصر فتحي أبو النصر

 

 

طبعا لم تكن شرعب يوما هامشا في تاريخ تعز، ولا كانت رقما زائدا في معادلات الكفاح. 
نعم ، شرعب، هذه الجبهة التي أنجبت الشهداء من لحمها ودمها، وصاغت ملامح الحرية في وجوه أولادها، تظل عنوانا للبطولة رغم ما يحيط بها من خيانة عابرة وسقوط أخلاقي صارخ من "متحوثين" يرتدون دم الشهداء كأنهم يرتدون معاطف شتاء تالفة!

ويا لخيبة القلم حين يكتب عن خائن شرعبي!
 ذلك الذي خان دماء قومه، وتحوث كأنه وجد في ظلام الكهف ضالته الروحية! 
متحوث شرعبي؟! ما أقبح هذا التزاوج بين الجغرافيا الشامخة والانحدار السلوكي!
والشاهد إن شرعب التي كانت دوما صخرة صماء في وجه الطغيان، يطل من بين أكنافها متحوث ضئيل، يحسب أن التطبيل لصرخة طائفية يمنحه هوية، أو يُعفيه من لعنة التاريخ. 
هو لا يعلم أن ذاكرة الجبل لا تنسى، وأن كل "شرعبي" باع روحه للحوثي قد علق نفسه في مشنقة العار، ولو بعد حين.
نفق الكمالي في غارة جوية أمريكية ونعاه المشاط.

بينما مئات الشهداء من أبناء شرعب سقطوا ليبقى اسمها عاليا، لتكون تعز حرة، فإذا بمن خانهم يسير على جثثهم ليتغزل في "السيد"، ويعمل في جهاز مخابراته ويصفق لميليشيا سرقت قوت الناس، وزرعت الألغام في قلوب الأطفال قبل أراضيهم. هل هذا جزاء الشهداء؟ هل هكذا تُردّ الأمانة؟

المتحوث الشرعبي أدناه لم يخن تعز فقط، بل خان التاريخ والجغرافيا، خان عُرف القبيلة، وخان خبز الطفولة، خان حتى صياح الديكة في صباحات شرعب حين كانت تصحوا على شرف عريق لا ينام.

ومع ذلك، فلا خوف على شرعب. لأن الجبل الذي يصدر الأبطال لا تهزه رياح الخيانة مهما علت. وسيموت كل متحوث بخزيه، كما نفق أمس من نفق، ولن يبكي عليه أحد، سوى صفحة فيسبوك مزيفة ودمية حوثية تكتب من الكهف في مران.
والواقع أن شرعب ستبقى عظيمة. وسيبقى صوتها أعلى من كل نعيق. وسيُكتب على جبينها دائما: هنا أرض لا تعرف الانحناء، حتى لو مرت بها خناجر الخيانة.

*نقلا عن صفحة الكاتب على الفيسبوك 


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار