السبت 19 ابريل 2025
موقع اليمن… نعمة ونقمة!
الساعة 08:30 مساءً
علي العمراني علي العمراني

في عام 1995؛ سألت Lorne Craner ، مدير معهد الجمهوريين الدولي، في واشنطن، وكنا في وفد برلماني، هل ما تزالون ترون أن الدفاع عن الديمقراطية في أي بلد، هو دفاع عن المصالح الأمريكية؛ وكان ذلك أحد شعاراتهم في الحرب الباردة؟ فرد : أهمية اليمن تكمن في موقعها، ولو كانت اليمن، تقع في أفريقيا جنوب الصحراء، لما كان الإهتمام بها كما هو.

وأيدت أمريكا وحدة اليمن عام 1990 وعام 1994، على الرغم أن دولاً في الأقليم، صديقة للغرب، كانت ضد وحدة اليمن حينذاك. 

واستمر موقف أمريكا داعماً، لوحدة اليمن، ولا تخلو مناسبة أو زيارة لمسؤول أمريكي، إلا ويجري التأكيد على ذلك، منذ اندلاع الحرب، حتى ظهور العليمي؛ الذي يبدو أنه يفهم أن مهمته، هي تسهيل وتيسير تجزئة اليمن، لصالح مطامع خارجية. فليس له موقف واحد مع وحدة اليمن. وتبنى مواقف وقرارات وتعيينات عديدة تخدم مشروع الإنفصال، أشرت إليها في تناولات سابقة. 

ويبدو أنه طلب من الأوروبيين والأمريكيين تجاهل أي ذكر لوحدة البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها، بدلا عما يجب أن يكون، وهو الطلب الملح من كل الدول الشقيقة والصديقة؛ الوقوف إلى جانب وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه. وتفعل ذلك الصين، باستمرار، فيما يخص تايوان، والمغرب فيما يخص الصحراء.

وكان مؤتمر جدة، مايو 2023؛ هو أول مؤتمر قمة يحضره العليمي، وأول مؤتمر قمة يتم فيه تجاهل التأكيد على وحدة اليمن، ونفس الشيء في مؤتمر قمة المنامة، مايو 2024.

 وفيما أكدت بيانات المؤتمرين، جدة والمنامة؛ على وحدة سوريا ولبنان والسودان وليبيا والصومال، فقد تم تجاهل اليمن؛ وللمفارقة فإن العليمي أكد في كلمته في مؤتمر جدة على وحدة سوريا، وتجاهل ذكر وحدة بلاده اليمن!

 قال الكاتب المثقف منصور هائل : إنه يبدو وكأن محنة اليمن تكمن في وقوعه على بحرين ومحيط وخليج ومضيق، وامتلاكه أكثر من مائة جزيرة وفشله في إداراة هذه النعمة.

قد ترى بعض الدول العظمى أن مصالح العالم في هذه الرقعة الحيوية من العالم ، اليمن، تتحقق أفضل بدولة يمنية واحدة مستقرة.. أما بعض دول الإقليم فقد تظن أن أطماعها تتحقق من خلال تجزئة اليمن وإنهاكه وإضعافه وشرذمته.

 وإذا يدرك اليمنيون أهمية وحدة بلدهم، فلا يعدم أن تجد من يتعاطى مع أطماع الخارج، الذي قد يحقق له بعض المصالح الذاتية، والمنافع الآنية. 

ومنذ أكثر من سبعين عام تحدث مالك بن نبي في كتابه شروط النهضة؛ عن القابلية للإستعمار!


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار