الثلاثاء 22 ابريل 2025
المشاط يهدد والشعب يسخر.. وهزيمة الحوثي تقترب
الساعة 11:28 مساءً
رماح الجبري رماح الجبري

شكلاً ومضموناً يكشف خطاب رئيس ما يسمى بـ”المجلس السياسي الأعلى” التابع لمليشيا الحوثي الإرهابية، مهدي المشاط، حجم الارتباك والتخبط الذي تعيشه المليشيا في واحدة من أسوأ مراحلها منذ اجتيحها العاصمة صنعاء وانقلابها على الدولة عام 2014.

ظهر المشاط مرتديًا بدلة عسكرية محملة بكم كبير من الأوسمة والنياشين ويحمل رتبة “مشير” بشكل يوحي بمحاولة تقليد فاشلة للقيادات العسكرية الحقيقية، في وقت لم يعرف عنه أنه التحق بأي كلية حربية أو امتلك خبرة ميدانية. 

صورك المشاط كشفت عن الارتباك الواضح في ملامحه، وحالة القلق التي تعيشها الحوثية وتتجاوز الظرف العسكري الضاغط لتفضح هشاشة القيادة الحوثية التي تتهاوى تحت وطأة الضربات المركزة والموجعة.

ما بثه المشاط من تناقضات في خطابه أثار الكثير من التساؤلات، فهو في الوقت الذي يبارك فيه لإيران حواراتها مع واشنطن، يتهم أمريكا بخرق القانون الدولي ويهدد برد عسكري، ثم يعود ليؤكد أن “الأمور مطمئنة”، قبل أن يوجه نداءً مذعورًا بأن لا يتورط أحد في التصعيد.. مزيج من الاضطراب اللغوي والذهني، يشي بأن الجماعة تمر بأزمة قيادة حقيقية وتعيش حالة من الانهيار المعنوي.

الخطاب أيضًا لم يخلُ من التهديد للشعب اليمني، حيث أطلق المشاط وعيدًا بالإعدامات، وهي لغة تكشف العجز والفشل في السيطرة على الداخل، ومحاولة مكشوفة لزرع الخوف في نفوس المواطنين، لكنها لا تعدو كونها استعراضًا لفظيًا مأزومًا. فالشعب اليمني الذي يقارع ويقوم الحوثية منذ اكثر من عشر سنوات لم ولن يخضع لخطابات فارغة من قيادات تتهاوى في حين ان المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد.

الأخطر، وربما الأكثر سخرية، كان في تهديد المشاط بفرض “عقوبات” على شركات النفط والسلاح الأمريكية، كرد على تصنيف الحوثية منظمة إرهابية. تهديد يعكس العقلية المنفصلة عن الواقع، والعجز عن فهم معادلات السياسة الدولية أو أدواتها.

اما حين يقول المشاط انه سيحاسب الرئيس الامريكي دونالد ترمب ”حساب عسير”، فإننا أمام حالة من الانفصال التام عن الواقع، تجسد الذهنية الكهفية المتخلفة التي تحكم تفكير هذه المليشيا.

تهديدات المشاط لا تُضحك فقط، بل تكشف عن عقلية متخلفة موبوءة لا تفهم العالم ولا تفقه أدوات السياسة، مليشيا ما زالت تعتقد أن الشعارات تكسب المعارك، وأن “الصرخة” أقوى من صواريخ الخصوم.

خلف كل هذا الضجيج، تكمن الحقيقة وهي ان المليشيا الحوثية تعيش حالة من التفكك والانهيار بعد ان تراجعت قدرتها على الحشد، وانخفض مستوى التنسيق بين قياداتها الميدانية بعد اختباء واختفاء الغالبية منهم، وتكبدت في الأسابيع الأخيرة خسائر جسيمة في العتاد والقيادات والمواقع. أما الحاضنة الشعبية التي كانت تستغلها بشعارات زائفة، فقد بدأت تتآكل أمام وعي متزايد بضرورة الخلاص من هذه المليشيا الكهنوتية.

في المجمل، لم يكن خطاب المشاط سوى محاولة يائسة لرفع معنويات المليشيا المنهارة، وتصدير صورة كاذبة عن الصمود. لكنه، من حيث لا يدري، أطلق إشارات واضحة إلى أن النهاية باتت قريبة، وأن مشروع ايران في اليمن يتهاوى وان إرادة اليمنيين ستكون غالبة ومنتصرة قريباً.


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار