آخر الأخبار


السبت 19 ابريل 2025
شاهدت خطاب عبدالملك الحوثي اليوم، مدته ساعة وثلاث وثلاثون دقيقة، كما نشره ابن عمه محمد علي. لم يكن خطابًا سياسيًّا، بل ضجيجًا أجوف، يدوّي على الهواء دون أن يحرّك شيئًا.
عرض حيّ للغنّة الطويلة، وتكرار البديهيات، وتوزيع النصائح على شعوب تعرف أكثر مما يقول.
خطبة تصلح كدراسة حالة: كيف يُقتل المعنى حين يُقال، وكيف يتحوّل الصوت إلى عقوبة جماعية.
فصوته لم يكن بليدًا فحسب، بل كانت الكلمات تتهادى من فمه بتثاقل، لا تعرف أين تذهب، ولا لماذا وُجدت.
كعادته، ظنّ أن الصمت خيانة، فتكلم طويلًا دون أن يُضيف جملة واحدة يمكن تذكّرها.
وفيما كانت الغارات الأميركية تضرب صنعاء، كان هو يخطب، كما لو أن المدينة تحتفل بمهرجانٍ للإنشاد العقائدي. تجاهل الحدث، وراح يعلّق على ما فوق الحدث.
ثم جاء الاكتشاف العظيم: ترامب — نعم، ترامب — أشاد بقدرات الحوثيين في تصنيع الصواريخ!
يبدو أن عبدالملك يتخيّل الرئيس الأميركي جالسًا في المكتب البيضاوي يتفحّص التقنيات الحوثية بدهشة، وربما يُفكر بإرسال بعثة هندسية إلى كهف مرّان!
أما الاكتشافات الأخرى، فليست أقل دهشة: أمريكا تدعم إسرائيل، والصهاينة خصوم… كأنما قال شيئًا لم تقله نشرات الأخبار منذ خمسين عامًا!
يتحدث بنبرة من يظن أن الناس تنتظر كلمته لتُشعل الميادين، بينما الحقيقة أن الناس يبحثون عن الرغيف، عن كهرباء، عن وطن لا يخطب فيه أحد.
أما محمد علي الحوثي، فنشر الفيديو بفخر، كأنه يقدم للعالم بيان نصر، لا مادةً أولية لأرشيف التعذيب.
وأقولها صادقًا: لو أراد الإسرائيليون تعذيب أسرى فلسطين، فليُشغّلوا خطب عبدالملك؛ بعد نصف ساعة، سيطلب الأسرى النجاة… ولو بأغنية صهيونية.
المقاومة — كما نعرفها — كانت فعلًا،
أما كما يراها عبدالملك، فهي غنّة صاعدة لا تصل، وتكرار ممل لا يُقنع، وصوت لا يُسمع، إلا ليُثبت أن الصمت أحيانًا مقاومة.
إلى القنوات المناهضة للحوثي:
لا تتعبوا أنفسكم. أعيدوا بث خطاباته كما هي؛
ففي كل مرة يتكلم فيها، يخسر مؤيدًا، ويربح خصومه حجة.
إنه لا يخطب كما يخطب القادة، ولا يصمت كما يصمت الحكماء، بل يهذي كما يهذي مَن أُصيب بتسممٍ لغويٍّ مزمن.
صوته لا يوقظ، لا يُلهب، لا يُحرّض، بل يجعل اللغة تتثاءب، والمعاني تلوّح بالرحيل، والجمهور يمدّ إصبعيه إلى أذنيه، ويغلق عليهما بالتثبيت الكامل.
الصوفية لصالح الزيدية: دروشة بنكهة عمامة سوداء!
ساعة ونصف من الضجيج الأجوف؟!
الجنرال: الزمن… يتهيأ لدخول صنعاء
عن المخاوف السعودية الاماراتية من الهجوم البري
إيران.. التفاوض قرب حاملة الطائرات