آخر الأخبار


الثلاثاء 22 ابريل 2025
"لاحظ الشاه محمد رضا بهلوي أن إيران معزولة في المنطقة؛ فـ"وجد" من الضروري بناء علاقات جيدة مع السعودية كي تتمكن بلاده من تأدية دور فاعل". ودفعه إرثه إلى "الحرص على حفظ ماء الوجه"؛ (فيصل بن سلمان آل سعود: إيران والسعودية والخليج... سياسة القوة في مرحلة انتقالية 1968- 1971. إصدار: جداول).
في إيران... "ليس الجديد عن الماضي بمختلف". اليوم, نتيجة النفور من سياساتها وجدت نفسها معزولة, لكنها، حسب عَرْض المرشد علي خامنئي على وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، "جاهزة لمساعدة السعودية...". من يدري لعلها بهذا تؤدي "دوراً فاعلاً" يُلبي مصلحة الجميع في الأمن والاستقرار والعيش المشترك، والتقدم والازدهار الداخلي.
بدأت مساعي تلبية "الاحتياج "التاريخي" الإيراني إلى "علاقات جيدة مع السعودية" قبل اتفاق بكين... ثم على الأسس الواردة في بيان بكين مارس 2023 ، الخاصة والواضحة حيال إعادة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين والعامة حيال احترام سيادة الدول دونما تحديد. أجريت اتصالات مباشرة بين القيادتين السعودية والإيرانية، بين ولي العهد محمد بن سلمان والرئيس مسعود بزشكيان وقبله إبراهيم رئيسي، وتوافدت الوفود بشكلٍ ودود لمناقشة جهود معالجة مسائل مشتركة.
أثناء "الزيارة التاريخية" إلى طهران "بتوجيه من القيادة"، في 17 نيسان/ أبريل 2025، اصطحب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان عدداً من المسؤولين، والمتخصصين بالملف اليمني وغيره. برزت أصوات وظهرت صور رئيس الأركان فياض الرويلي، مساعد الوزير خالد البياري، مستشار الديوان الملكي خالد حضراوي، السفير لدى اليمن محمد آل جابر، السفير لدى إيران عبدالله العنزي، ومدير مكتب الوزير هشام بن سيف.
عند استقباله من رئيس الأركان الإيراني محمد باقري، خص الأمير خالد بن سلمان مساعدَ رئيس الاستخبارات الإيراني غلام رضا محرابي بالحديث عنه أن "له علاقات خاصة معنا"، في إشارةٍ إلى أن بحث مختلف الجوانب بين الجهات الرسمية المختصة يُنشئ علاقةً جيدة وصحية، تُتوجُها رسائل الملك سلمان وتحايا ولي العهد، مع ما يرمز إليه حجم الملف الموضوع على طاولة المرشد من طي صفحة وفتح صفحة جديدة.
مثل كل أزمة وظاهرة مقلقة محفوفة بالتعقيدات، أثرت "اليمننة: الأزمة اليمنية" على الأجواء بشكل يوجب تنقيتها... لذا غدت شاغلاً لكلا العاصمتين: الرياض وطهران المنشغلتين أصلاً. الرياض بالتوجه صوب المستقبل وطهران بصون الوجود، من أجل هذا الشيء تجدها "جاهزة لمساعدة السعودية"... في أي شيء.
ثمة مؤشرات يمنية عن سابق تحضير للقاء سعودي - يمني مرتقب سيتناول المستجدات، تدل على أن زيارة وزير الدفاع السعودي إلى طهران ليست وليدة اللحظة، وسبق التحضير والإعداد لها من وقت مبكر. لا مفاجأة إلا لمن يهيم بعيداً عن الواقع.
لا مناص من تناول بعض المقولات عن الزيارة ولقاء المعنيين باليمن:
أولاها: أنها استهدفت "نفي مشاركة السعودية والإمارات في عمليات برية داخل اليمن"!..
المسؤولون اليمنيون يؤكدون أن العملية العسكرية البرية خيار يمني، لا غير يمني، مهما بلغ مستوى التنسيق... والاحتياج للدعم.
ثانيتها: تصور اللقاء "تخلياً وتنازلاً أو تسليم عُهدة"!..
متناسياً أن العُهدة يُسلمها ويتسلمها أصحابها، ويتخلى عنها أصحابها -بقوتهم وبضعفهم- لا بغيرهم.
لكل لقاءٍ وحوارٍ وعملية أوان، مثل السلام لليمن له أوان محتوم يُقرِبه المعنيون اليمنيون.
من المهم في هذه اللحظة أن يتجنب اليمنيون حالة العزلة عن إدراك حقائق الواقع، وأهمها أن السلام لليمن يحققه التفاهم الأجدى من التصادم، والاستعداد لمغادرة المشهد حفظاً لماء الوجه... وللوجه، بإتاحة مجال بناء البلاد بالسلام لا إفناء العباد بالحروب والعنتريات.
عن وطن غاب
الحوثي واحتكار اليمن!
بين طهران والرياض... اليمن
شجرة الغريب .. حين يسقط قلب الأرض
شجرة الغريب… حين ينهار الجذر وينتحب الجذع