آخر الأخبار


السبت 3 مايو 2025
من صنعاء، تتقاطر علينا رسائل كأنها حبرٌ من جراح، ونبضٌ من قلوب أثقلها الظلم.
تتوالى إلينا شهادات مكتوبة بوجع الصابرين وحنق المقهورين، لا تختلف في فحواها وإن تنوّعت في ألفاظها: لم يعد في القلوب متّسع لحزنٍ على قصفٍ يطال الظالمين.
ولا يجمعها شيء كاجتماعها على هذه الحقيقة: لا أحد يأسف إذا كان القصف يطال الحوثيراني .
بل إن في العيون لهفة، وفي الأصوات شوقًا لنهايةٍ تليقُ بهذا الجرح الذي طال.
هذه الرسائل ليست مجرد انفعالات عابرة، بل هي مرايا تعكس ضميرًا جمعيًا سئم الظلم، وأبغض القهر، وتاقت روحه إلى فجرٍ بلا سواد الحوثيراني.
اليمن اليوم ليس كما كان، فكل شارع فيه ينبض برفضٍ صامت، وكل بيتٍ يكتوي بجمر القهر، وكل قلبٍ ينتظر لحظة الخلاص.
وليس صمت الناس رضا، بل هو ضيق الحليم إذا بلغ أقصى مداه.
وما من عاقلٍ في هذا البلد إلا وقد تمنّى، في سرّه أو علنه، أن يُستأصل هذا الورم الخبيث من جسد اليمن.
كتب أحدهم:
"صبرنا سنين، وتحملنا كل شيء… بس ما عاد فينا نتحمل نشوفهم يسرحوا ويمرحوا فوق وجعنا."
وقال آخر:
"كل يوم نصحى على خوف… لكن بين الخوف وبين الحوثي، نختار الخوف."
وتقول امرأة في إحدى الرسائل:
أول مرة أحس إن في شيء يرد لي حقي ويشفي غليلي ويخفف وجعي، حتى لو ما وصلني، يكفي احساسي إنهم يتألمون شوية
هذه ليست مجرد آراء، بل أصداء لحقيقةٍ يعرفها كل يمني:
الحوثي ليس مظلومًا كما يدّعي او مدافع عن عرض او يحمل ذرة من شرف ولا يمثل الا نفسه، بل هو ممقوتٌ في القرى والمدن، في الحارات والبيوت، في القلوب التي صبرت حتى كاد الصبر أن ينكسر.
لا تخدعكم السكينة في الشوارع، فإن تحتها بركانًا صامتًا…
ولا تظنوا أن غياب الصوت يعني غياب السخط، فكم من نهرٍ جفّ صوته وهو يشقُّ الصخر في الخفاء.
إلى الحوثي نقول بلسان الوطن كله:
أنت دخيل على أرواحنا، وغريب عن نبضنا،ومهما طال ليلك، فإن فجر الخلاص قادم،
ولن يحملك من هذا البلد إلا لعنة من ظلمتهم… وكراهية أمةٍ لن تنساك إلا إذا دفنتك.
ولا تغرنّكم المظاهر، ولا يفتننّكم خنوع الناس، فالسكوت لا يعني الرضا، بل هو نذرُ عاصفةٍ قادمة… إذا هبّت، فلن تُبقي منكم شيئًا يُذكر.
عزاء في وجه الضربة: حين تبكي القذيفة قاتلها
زحف الكُتّاب الصناعيين !
أصوات مقهورة من صنعاء
شذرات من مشهد غير مفهوم
مسيحية بيضاء… كاثوليكية رومانية