آخر الأخبار


الخميس 8 مايو 2025
تباينت الأخبار الخاصة بنص الاتفاق الذي رعته سلطنة عمان الشقيقة بين المليشيات الارهابية الحوثية وواشنطن .
فبينما اعلنت السلطات العمانية في بيانها عن "اتفاق لوقف اطلاق النار بين الجانبين ، وفي المستقبل ، لن يستهدف أي منهما الآخر ، بما في ذلك السفن الامريكية في البحر الأحمر وباب المندب "، فإن الرئيس ترامب تحدث عن أن الاتفاق ينص على خضوع الحوثي للمطالب الامريكية التي كانت السبب وراء مهاجمة واشنطن مواقع عسكرية حوثية ، وأن هذا "الاستسلام" سيختبر بالأفعال لا بالأقوال .
أما إعلام الحوثي فقد عكس تخبطًا وتباينًا في الموقف كان أبرزه ما نشر على لسان القيادي المشاط من أن الاتفاق جاء تنفيذًا ل"رغبة" في أن لا تتعثر زيارة الرئيس ترامب القادمة للمنطقة ، مع تصريحات صادرة من قياديين حوثيين يتحدثون عن النصر الذي حققه الحوثي .
الحديث عن اتفاق امريكا مع المليشيات الحوثية ، وبوساطة دولة عربية ، بحد ذاته يثير أكثر من سؤال ، ولا أحد يستطيع أن يرد على أيٍّ من هذه الأسئلة إلا بنشر بنود الاتفاق . كما أن عدم نشره مسألة لا يجب السكوت عنها . فالذي يُدَمر ويُضْرب هو اليمن والشعب اليمني ومقدراته ، مما يعني أن هذا الشعب الذي تكبد ويتكبد نتائج هذا التدمير يجب أن يعرف بنود هذا الاتفاق .
كما أن هناك دولة هي الممثل الشرعي والوحيد لليمن وللشعب اليمني ، لا بد أن تكون على اطلاع بمحتوى هذا الاتفاق ، وهو ما يضع الحكومة الشرعية أمام مسئوليتها في مطالبة كل من سلطنة عمان والولايات المتحدة الأمريكية بتوضيح بنود الاتفاق بموجب القانون الدولي المنظم للحقوق السيادية للدول . وإذا كان الحوثي بسلوكه الخارج عن القانون قد أقحم اليمن في صدامات ومعارك مع المجتمع الدولي ، تعرض اليمنيون بسببها لأضرار بالغة ، فإن هذا لا يعني مكافأته باتفاقات غير معلنة من أي نوع كان .
إن الاعلان عن مثل هذه الاتفاقات ومع جماعات مغتصبة لمساحة من الدولة بقوة السلاح يجب أن لا يُسمح بأن يأخذ بعدًا يمهد للتطبيع مع ما قامت وتقوم به من أعمال خارجة عن القانون ، لأن ما تقوم به لا يتطلب الاتفاق وإنما التأديب . والحديث عن أي اتفاق إنما يعيد بناءها في الوعي على نحو مختلف مع حقيقتها . لذلك لا غرابة أن نرى الحوثي يخرج من مخابئه ولا يسأل أو يبالي عما قاد إليه طيشه من خراب للبلد وناسها ، بل راح يطلق الأهازيج التي تتغنى بالاتفاق من منطلق أنه أكسبه نقطة في حربه على اليمنيين .
وحتى لا يبدو أننا أمام وضع شاذ كالذي ينشأ حينما لا يرى الأقوياء إلا مصالحهم ، ويتجاهلون مسئولياتهم تجاه أمن الشعوب وحقها في الحياة الكريمة ، وجب أن نطلب من كل الذين يهمهم أمر اليمن أن يتوقفوا عن اطلاق التهاني بالاتفاق بين أمريكا واليمن على وقف إطلاق النار . الحوثي لا يمثل اليمن ، وأمريكا لم تكن لديها مشكلة مع اليمن . اليمن تعرض للتخريب بسبب طيش الحوثي وتحويله اليمن إلى منصة لايران ، وأمريكا بدلاً من أن تواجه إيران في طهران واصفهان وبندر عباس فضلت أن تواجهها في صنعاء والحديدة وتعز والبيضاء . وحينما قررت إيران وأمريكا أن تنتجا "الزخم المطلوب لإنجاح المباحثات بينهما" بتعبير وزير الخارجية الأمريكي ، أوحت ايران للحوثي بوقف اطلاق الصواريخ والمسيرات ، وفهمت امريكا حقيقة الرسالة الصادرة من طهران ، وتجاهلت حجم الدمار الذي خلفته طائراتها في اليمن وكأنها كانت تقوم بدور مطاردة الساحرات witch hunt لا مواجهة مع جماعة ارهابية تهدد الامن الاقليمي والدولي كما قالت .
الحوثيون.. من شعارات الخداع إلى دمار الدولة
قالوا : رجاءً توقفوا !
رسالة متأخرة إلى علي عبد الله صالح
عن سالم بن بريك رئيس الحكومة
لعبة مطاردة الساحرات witch hunt
بين بركة الشيخ وسحر القدر