آخر الأخبار


الخميس 5 يونيو 2025
عندما كنت في حرف سفيان في 2010 في اللجنة الوطنية لإحلال السلام، بعد الحرب السادسة، علمت أن طارق صالح كان قد زار المحور العسكري الكبير الذي يضم ثمانية ألوية عسكرية، في الجبل الأسود وما حوله، أثناء الحرب، وأنه لا يطيق الحو،ثيين، وتحدث أحد الضباط الكبار عن شجاعة طارق، وأشار إلى بعض التفاصيل، سوف أتحاشى ذكرها هنا، كي لا يبدو ذلك من قبيل المجاملة لعضو في مجلس الرئاسة!
وليس لدي نية لتأييد طارق، في الحقيقة، مع الاحترام الشخصي له، ما دام وحلفاؤه وداعموه، يدعمون أيضاً التجزئة والانفصال، ويستحوذون على سقطرى وميون.
ما سمعته عنه في حرف سفيان، رغَّبني عند عودتي من حرف سفيان أن أراه، وتحدثت مع زميل في البرلمان(ما يزال الآن في صنعاء)، يعرِف طارق، برغبتي تلك، ولكن اللقاء لم يتم، ولم أكرر الطلب. وكان ذلك الزميل يتحدث بإيجابية كبيرة عن طارق، خلافاً لآخرين بطبيعة الحال!
لم أقابل طارق بعد ذلك، ولا قبل ذلك، إلا في الأردن، عند زيارته مع العليمي في نوفمبر 2022 ، ومن بُعد تقريباً، أي لم يكن هناك لقاء خاص، وبدا في الحقيقة عاقلاً ومحترماً.
من القادة العسكريين البارزين في حرف سفيان في ذلك الوقت، كان فيصل رجب، وعلي بن علي الجائفي، وعبدالرب الشدادي، الذي تم تعيينه نائباً لقائد أحد الألوية، وأشرت لذلك القائد في مقال كتبته بعد فترة من عودتنا من حرف سفيان، في 2010 ، بأنه القائد الذي لا يرى الشمس، وهو من نفس عشيرة الرئيس صالح!
كان عنوان المقال : عشرون عاماً من العبث! وكان وجود مثل ذلك القائد الذي لا يرى الشمس أحد مظاهر الخلل والعبث في ذلك الزمن ومن أسباب ما آلت إليه الأمور لاحقاً.
وكان قائد المحور هناك اللواء علي محمد صلاح، خلفاً لعبدالله علي عليوه، ولاحظت أن علي صلاح ضابط مهني محترف، نشط ومتمرس وشجاع، ولا يتعاطى القات، ولم يبدو أنه ممن أصيب بلوثة التعصب السلالي.
واستغرب القائد الحو،ثي الشاب جداً، علي اليساني، أو أنه لم يصدِّق، وكان ينظر إلينا شزراً، بمواصفات عنصري وإرها،بي، عندما قلت له، بأن علي محمد صلاح من بني عبدمناف، مثله أيضاً. وطبيعي أن لا يعني لنا شيئاً، حكاية "سيد" ولا سلطان، على قول المندعي الحميقاني، قبل مائة سنة، سواء صحت تلك النِسب أم لم تصح!
من مفارقات الزمن، وغرائب اليمن، أن تشاهد طارق صالح بعد ذلك إلى جانب أبو علي الحاكم، في صنعاء بعد غزوها!
أما انتفاضة ديسمبر 2017 فقد كانت طبيعية جدا؛ ولعل طارق ممن حث عمه عليها، ولكنها تأخرت عن وقتها كثيراً، ولذلك لم تنجح.
كان وقتها الصحيح والحوثي ما يزال بعيداً عن عمران وصنعاء! ولو حدث ذلك فلن يدخل الحوثي صنعاء أبداً.
وفي الحقيقة، ليس طارق ولا علي عبدالله صالح فقط، اللذان كان موقفهما خطأً تاريخياً، والحوثي يزحف على عاصمة البلاد، وبعد احتلالها، لكن القائد الأعلى عبدربه منصور هادي كان موقفه أيضاً خاطئاً على نحو فادح، وفي ذلك تفاصيل كثيرة. ولا عذراً مقبولاً أو صحيحاً ودقيقاً مما قيل، للأسف، مثل : لم يكن بيدي شيء!
وليس المسألة هنا أو التوصيف من قبيل اتهام بالخيانة، فلا أحد يخون نفسه، لكنها سوء التقديرات، وقصر النظر، بل ربما عمى البصائر.
إضافة إلى مسؤوليتهما التاريخية، صالح وهادي، كان يوجد من يزين لهما المسار ات التي انتهت إلى النكبة اليمنية التاريخية، ونعرف البعض من أولئك المزينين هنا وهناك!
لكن ذلك لا يعفي لا صالح ولا هادي من المسؤولية التاريخية.
قبل أيام، لاحظت أحد الإعلاميين، المحترمين، يعبر عن تفاؤله باللقاء الذي تم بين الإعلاميين التابعين للمقاومة الوطنية، بقيادة طارق، وزملائهم التابعين للمجلس الانتقالي،بقيادة عيدروس، ومضمون ما قال الإعلامي المحترم هو أن الإمارات قد ترغب بجمع حلفائها على الوحدة.
وكتبت له : تحليلك جميل ويفترض أن تفكر فيه الإمارات جدياً، وهذا أسهل وأيسر لها، والإماراتيون فعالون ميدانياً إذا مضوا في الطريق الصحيح.
لكنني في 22 مايو عقبت مستدركاً وكتبت له : أخشى أن الإمارات قد تحاول جمع حلفائها على التشطير وليس الوحدة!
لكن الصحفي المجتهد ما يزال متمسكاً برأيه!
ولاحظنا بأن الشيخ محمد بن زايد يزور اللواء طارق صالح، في المستشفى، بعد الحادث، وهذا دليل اهتمام خاص، كما يبدو، ومقترحي في ضوء ذلك للواء طارق صالح : حاول أن تقنع بن زايد بدعم تعبيد طريق الوحدة، وهو طريق النجاة والنجاح الوحيد لليمن، ولا سواه يليق بدعم أشقاء اليمن!
أما سواه من طرق التجزئة والتشطير فهي طرق محفوفة بمخاطر لا تنتهي وستقود إلى سفك دماء كثيرة وغريزة وعزيزة، وضحايا بمئات الآلاف، وربما ملايين من أهل اليمن، وإلى حرب مائة سنة قادمة، ذهبت منها عشر فقط! وقد تجرف معها كثيرين يظنون الآن أنهم بمنأى وحماية وسلام وأمن.
وفي ظل ذلك لا فائدة حتى لو سفلتوا لنا البحر أو بلطوه!
الحوثية بعيون سعودية: فراشة ليلية؟ أم كباش جبلية؟ … وتعليقات بعيون يمنية
براقع الكترونية
رسالة إلى الدكتور العليمي وإلى العميد طارق
فتاة في التلفزيون
محمد في مكة
الوحدة اليمنية ووعي الذاكرة (الحلقة الثالثة)