ليست امرأة عادية تلك الأربعينية التي تقض مضاجع التنظيمات المتشددة في العراق، منذ أكثر من عقد من الزمن، فهي زعيمة ميليشيا، وأصبحت المطلوبة رقم واحد لتنظيم داعش المتشدد بسبب عملياتها النوعية ضده.
وقد تتبعت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، حالة العراقية وحيدة الجميلي البالغة من العمر 39 عاما، كاشفة أن تنظيم داعش قتل زوجها وأخاها، ونجت من ست محاولات اغتيال.
ووفق الصحيفة التي أرفقت صورًا مروعة في تقريرها، فإن المرأة الحديدية، والمطلوبة التي تحارب الأصوليين الإسلاميين منذ عام 2004، وتحرص على أن تمسك بالرأس المقطوع للعدو، هي زعيمة ميليشيا وواحدة من أكثر الأشخاص الذين يخشاهم تنظيم داعش في العراق.
فقدت الجميلي أحباءها في معركتها مع الجماعة المتشددة ، بعد أن قتل زوجها الثاني في أوائل هذا العام، وقتل المتطرفون والدها وثلاثة من أشقائها.
وتردّ هذه القائدة العسكرية، التي تصف نفسها بأنها “ربة منزل”، بأنها تقطع رأس أعدائها، وتطهيها ثم تحرق جثثهم.
وتضع الجميلي صورها وهي تحمل رأس العدو المقطوع، وتظهر الصور التي تعرضها على صفحتها على فيسبوك على ما يبدو رأس اثنين من أعدائها في وعاء الطبخ، وكذلك صورًا لجثث مقطوعة الرأس، والتي على ما يبدو قد أحرقتهم.

كما تظهر الصور عيناها وقد اغرورقت بالدموع على رجل ميت، ويعتقد أنه زوجها الثاني الذي قتل في أوائل هذا العام.
وقالت الجميلي، الأسبوع الماضي، لصحيفة “الصباح”، إنها قتلت 18 متشددًا بنفسها، مضيفة: “نحن نحاربهم متكاتفين مثل العائلة”.
وقالت أم هنادي، إنها نجت من 6 محاولات اغتيال، وتعرضت للتهديد شخصيًا من قبل زعيم داعش، أبو بكر البغدادي.
المطلوبة رقم (1)
الجميلي، والمعروفة باسم أم هنادي، ترأس ميليشيا قبلية عددها 70، في مدينة الشرقاط، التي تبعد حوالي 50 ميلاً جنوب الموصل.
وقد ساعدت القوات الحكومية في الوصول لتنظيم داعش، وتقول إنها الآن على رأس قائمة الأشخاص المستهدفين، بعد أن نجت من ست محاولات اغتيال وتلقت تهديدات من كبار القادة في التنظيم.

كما قادت الأسبوع الماضي مجموعة من 50 مقاتلاً في مركز مدينة الشرقاط، والتي سيطر عليها مجموعة من مسلحي داعش، بحسب تقارير وسائل الإعلام العراقية.

ويظهر مقطع فيديو قيادتها لوحدة العمليات التي تستهدف ضرب عقر دار داعش، حيث تظهر أم هنادي وهي تحمل مسدس (بريتا) عيار 9 ملم، عاليًا، أمام بعض رجال الميليشيا التي تقودها.

وتقول الجدة التي تصف نفسها بأنها ربة منزل، إنها تأخذ بالثأر من الذين قتلوا عائلتها.
وأضافت أم هنادي في مقابلة مع قناة سي إن إن: “أنا أحاربهم وأقطع روؤسهم ثم أطهيها، وفي النهاية أحرق جثثهم”.
وقالت في تصريح لجريدة “الصباح” إن ابنها تعرّض للتعذيب، وبترت يداه وقدماه، قبل إعدامه، بعد أن تولى تنظيم داعش السيطرة على الشرقاط في العام 2014.
وتدّعي زعيمة الميليشيا بأنها قتلت 18 مقاتلاً من التنظيم، مشيرة إلى أنها تغلي رؤوسهم وتحرق جثثهم.
وتحارب الجميلي الجماعات الأصولية، التي أصبحت في نهاية المطاف تنظيم القاعدة، وفيما بعد ما يعرف بداعش، بعد أن بدأت قوات الأمن العراقية العمل مع قوات التحالف في العام 2004.

وقالت زعيمة الميليشيا: “تلقيت تهديدات من القيادة العليا لتنظيم داعش، بما في ذلك زعيمهم (أبو بكر البغدادي) نفسه”. وأضافت: “أنا على رأس قائمة المطلوبين، بل مطلوبة أكثر من رئيس الوزراء”.
6 محاولات اغتيال
وبحسب الصحيفة البريطانية، فقد أوضح استطلاع تمّ عمله في العراق، أن أم هنادي هي واحدة من أكثر الشخصيات التي يخشاها تنظيم داعش.
وكشفت أن ابنتيها، 20 و22 سنة، تتدربان الآن وهما على أتم الاستعداد للقتال، لكنهما تركزان حاليًا على رعاية أطفالهما.
وقالت أم هنادي، إن أنصار تنظيمات متشددة قاموا بزرع سيارات مفخخة خارج منزلها خلال السنوات 2006 و 2009 و 2010، وقاموا بثلاث محاولات للقضاء على حياتها في 2013 و 2014.
وقد أصيبت بجروح بالغة، ولديها ندوب تظهر في جسدها، كما تركت شظايا في رأسها وساقيها، وقالت: “لكن كل ذلك لم يمنعني من القتال”.
من جانبه، قال الجنرال جاما اناد، الذي يقود القوات البرية في محافظة صلاح الدين للسي ان ان: “إن الجيش قام بإمداد أم هنادي بالمركبات والأسلحة”.