سلمان الحميدي

مثلما فاجأت الجميع عند انطلاق الحرب،
تفاجئنا المقاومة الشعبية بخطواتها التنظيمية لاستكمال المعركة.
هذه المرة؛ يجتمع قادة مجالس المقاومة في المحافظات اليمنية، بلقاء تشاوري في تعز.
كنت أظنها فعالية عادية.. تفاجأت بحجم الحضور المتنوع والمختلف: شخصيات اجتماعية مؤثرة وقيادات خبرت ميادين النزال. حضرت رؤوس الأقاليم، من الإقليم الشرقي ممثلة بوفد على رأسه قائد مجلس المقاومة في شبوة، ومثله من إقليم سبأ، ومن إقليم آزال، ومن إقليم تهامة، ومن إقليم عدن ممثلة بمقاومين أشداء على رأسهم الشيخ الصبيحي نائب رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية، وبالطبع من إقليم الجند.. حضرت كل المحافظات بمشهد يبعث أمل التحرير واستعادة الدولة، في الوقت الذي يكثر فيه الحديث عن تحركات شبه رسمية تزيد من جمود المشهد.
رأيت اليمن في وجوه المشاركين ولهجاتهم المختلفة، وملابسهم الشعبية المتنوعة.. ووحدة خطابهم وهمتهم لـ «توحيد البنادق» مع كافة المكونات، واستكمال معركة التحرير ورفض الحلول الترقيعية التي توطن مليشيا الكهنوت وتضع رقبة البلاد تحت سكين الإمامة.
كلما أنظر للمكونات الرسمية، وأسمع أحاديث التسوية، أُحبط. الجميع قد يهز رأسه بالموافقة تحت الضغط.. لكن من ذا الذي يستطيع إكراه الشعب على العيش تحت وصاية الولاية؟ لا أحد.
على قيادات المقاومة إدراك هذه النقطة؛ بأن جوهر قوتها وأصله مستمد من رغبة الشعب الذي يرفض السلالة.. ومثلما انطلقت المقاومة الشعبية مطلع الحرب عندما ذاب الجميع، ستستكمل مسار التحرير.