الجمعة 29 مارس 2024
كورونا يعصف بعالم المستديرة
الساعة 08:48 مساءً
أديب الاديمي أديب الاديمي

مع تفشي فيروس كورونا كوفيد 19 بدأت الدول بإتخاذ خطوات وإجراءات كبيرة لموجهة هذا الوباء الذي يصنف كجائحة عالمية خيم على كافة مفاصل الحياة العامة حول العالم وفرض قرارات استثنائية أدت إلى شلل شبه تام في الكثير من النشاطات حيث تتسابق الحكومات لتبني إجراءات صارمة للحيلولة دون تفشي هذا الوباء الذي يواصل حصد الأرواح.

النشاط الرياضي كغيره من النشاطات كان أبرز الخاسرين تمثلت اولى الكوارث بقرار تعليق المسابقات وإيقاف أهم البطولات القارية والمحلية.

الضربة الاولى كانت لعالم كرة القدم عندما قرر الاتحاد الإيطالي لكرة القدم تأجيل منافسات "الكالتشيو" لتتخذ بعدها إجراءات مشابهة في إسبانيا وإنجلترا وفرنسا وكبرى الدوريات الأوروبية، قبل أن تلحق بقية الدول بركب المتضررين من الوباء العالمي.

تسبب هذا الفيروس بخسارة مالية كبيرة للاندية في الخمسة الدوريات الكبرى لانخفاض المردود المادي بسبب وقف الأنشطة أو تأجيلها أو إقامة المباريات بدون جمهور.

فمثلاً، في إنجلترا أفادت صحيفة ميرور أن الأندية ستتكبد خسائر تتجاوز 150 مليون جنيه إسترليني جراء توقف الدوري لأسبوعين فقط، مشيرةً إلى أن الخسارة قد تبلغ 750 مليون إذا ألغي الموسم. كما أكدت تقارير إيطالية أن الأندية خسرت 28 مليون يورو خلال كل جولة جُمدت، ويعتبر يوفنتوس أكبر المتضررين، فطبقاً لصحيفة "توتوسبورت" قد تبلغ خسارة النادي 110 ملايين يورو نتيجة تجميد نشاط الفريق.

وكانت شبكة شبكة "كادينا كوبي" رصدت أن خسائر الدوري الإسباني ستبلغ 700 مليون يورو إذا ألغي الموسم، لوجود أندية كريال مدريد وبرشلونة تمتلك عائدات ضخمة.

ومن المتوقع تضرر الأندية الصغيرة بشكل أكبر من نظيرتها صاحبة الميزانية العالية، إذ تعتمد بشكل كبير على عوائد البث والحضور الجماهيري في تأمين دخلها المالي، وعدم توافر دخل ثابت يعد كارثة بالنسبة لها، حيث أنها لا تستطيع في هذا التوقيت الالتزام بدفع رواتب اللاعبين.

ومع تدهور الحالة الاقتصادية، من المرجح أن يؤثر "كورونا" على بورصة اللاعبين والأجور التي يتقاضونها، حيث بدأت الأندية في إعداد خطة محكمة لمجابهة تداعيات الوباء على ميزانيتها وأرباحها.

ففي إسبانيا يتجه مسؤولو برشلونة إلى تخفيض التكاليف الإجمالية للنادي خلال هذه الفترة، وذلك عبر خفض رواتب لاعبي النادي ونجومه الذين يستهلكون رفقة باقي الموظفين العاملين ما نسبته 61٪، أي ما يعادل حوالي 507 مليون يورو سنويا من ميزانية النادي الإجمالية، بحسب التقرير المالي لموسم 2019-2020. ووفقًا لصحيفة "لا فانجارديا" في إقليم كتالونيا، فإنّ إدارة نادي برشلونة برئاسة جوسيب ماريا بارتوميو ستقترح على لاعبي الفريق تخفيض رواتبهم خلال الأسابيع المقبلة، كإجراء ظرفي هدفه التقليل من الضرر الاقتصادي الجسيم لوباء كورونا.

كما لم يستبعد رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم غابرييلي غرافينا تخفيض أجور اللاعبين إثر توقف المسابقات، مشيرا إلى أن حالة الطوارئ تسري على الجميع.

وأكد رئيس اتحاد اللاعبين الإيطاليين داميانو توماسي توجه الاتحاد الإيطالي نحو دراسة مشروع قرار تخفيض رواتب اللاعبين، وأشار إلى وجوب الحفاظ على التوازن الاقتصادي وإعادة تقييم نظام الأجور بما يخص اللاعبين.

ووفقًا لتقارير إعلامية إيطالية مختلفة، فإن القائمين على اللعبة في البلاد أعطوا الضوء الأخضر للأندية لتطبيق تخفيضات الرواتب على لاعبيها لتقليل الضرر الاقتصادي الناجم عن هذا الوضع. وستتراوح التخفيضات ما بين 20 و30% من الراتب الحالي الذي يتقاضاه اللاعبون، أي ما قد يصل إلى حوالي الثلث.

وأعتقد لن تتوقف مخاطر "كورونا" فقط عند الموسم الحالي، فقد تحمل عواقب ملحوظة في المستقبل أيضا، وذلك لوجود بنود تربط الأندية واتحاداتها بالجهات المالكة لحقوق البث، والتي من شأنها تخفيض قيمة المسابقة خلال الأعوام المقبلة، في حال تراجع نسبة المشاهدات في تلك المسابقات، وهو ما يحصل حاليا.


آخر الأخبار