الخميس 28 مارس 2024
الأخوة الوزراء.. أهلا بكم في بلادكم
الساعة 08:58 صباحاً
عادل الأحمدي عادل الأحمدي

لا أظن أن طائرة الوزراء كانت هي المستهدفة بل صالة الاستقبال وبدقة عالية وقبل نزول الوزراء من الطائرة، والهدف: أن يخاف الوزراء على أنفسهم ويعودوا الى فنادق الرياض فيلعنهم الناس وينسوا ضحايا صالة الاستقبال، وتتكفل الآلة الإعلامية الحوثية وغير الحوثية بالترويج أن هذا التفجير من الانتقالي والإمارات.

إن إصرار الوزراء على النزول والمرور من بين الأشلاء والدخان وتصريح رئيس الوزراء ووزراء آخرين  أننا هنا لخدمة المواطنين ولن نغادر، وتطابق بيانات الحكومة والانتقالي والإصلاح في أن حسن ايرلو وعكفته هم من يقف وراء هذا العمل الارهابي الجبان.. كل هذا قلب السحر على الساحر وبات لزاما على الحوثي أن يحاول مرة أخرى فأرسل طائرة مسيرة إلى معاشيق أسقطتها الدفاعات، ويستحيل الآن أن يعترف أنه وراء تفجير المطار.

الأخ رئيس الحكومة، الأخوة الوزراء..

الحمد لله على سلامتكم والرحمة للشهداء وألف تحية على موقفكم الرائع الذي اكسبكم احترام شعبنا قاطبة، رغم حالة الاحباط التي كانت تجثم على صدور الجميع.

ثقوا ان الشعب يحب من يعيش معه ويقاسمه آلامه وأفراحه.. إن مجرد وجودكم في أرض الوطن أسقط عنكم خمسين بالمئة من السخط، والجريمة التي تعرضتم لها أسقطت السخط الباقي وأكسبتكم التعاطف.

لا تظلوا حبيسي معاشيق، والشكر هنا موصول للدكتور معين الذي بادر لتفقد الجرحى للمستشفيات.. اختلطوا بالناس والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.

ابقوا مع الناس وسيفدونكم بأرواحهم. اخدموا الناس وخففوا من معاناتهم وسوف يحملونكم في أحداق العيون.

في يناير الماضي جئت الى عدن زيارة أسبوعين وأرجع الرياض. حينما حدقت في عيون الناس بالشوارع شعرت بيتمهم الشديد وحاجتهم الى أن نظل معهم ونعيش معهم ونموت معهم.. مزقت تذاكر العودة وعدت لنفسي وللناس.

من يومها تغير كل شيء.. أيقنت أن المشكلة الأولى أننا تركنا الناس للحوثي وللمواجع من كل لون، وذهبنا نتعذب بالمنافي فلماذا إذن لا نتعذب مع أهلنا ونقاسمهم الصبح والخبز والحلم والقات والأرق. ووالله إن حالي أفضل مما كنت عليه خارج اليمن، استعدت وزملائي مركز نشوان وانطلقنا ولم يعد بمقدورنا أن نتوقف.

الناس البسطاء هم الآن من يدعمني وزملائي.. قبل أيام زارني شاب من الوازعية بقارورة سمن فلما نظر الى وضعي لم يصدق.. كان بوده لو يبيع الكوت ويدعم طباعة كتاب.

ابقوا الى جانب الناس، لا تفكروا بالمغادرة مهما كانت الصعاب.. استمعوا للناس، املأوا صدوركم بهواء اليمن وسترون النتائج.

أما وأنكم قد نزلتم من الطائرة بعد ذلك التفجير الذي هز العالم فأنتم والله تستحقون أن تكملوا المشوار بذات الجسارة، ومن شذ منكم فلا يؤثر على البقية.

حمدا لله على السلامة، وأهلا بكم بيننا، وبالتوفيق إن شاء الله. وألف ألف شكر عدن الحبيبة.

 


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار