الجمعة 26 ابريل 2024
نضال الشبان في اليمن وقناة بلقيس والصين
الساعة 08:25 مساءً
صقر الصنيدي صقر الصنيدي

حين اقتربت نضال الشبان وهي مقدمة أخبار في قناة بلقيس من خبر المحطة الفضائية الصينية زاد حرصها على نطق التسمية بصورة جيدة وهي تقول "تيانقونغ". قبلها كان سالم باحمران -وهو مذيع أيضا في ذات القناة- يسير بين الكلمات كما لو كان على منحدر، وثمة من يحذره من النظر نحو الأسفل.

لكن الأمر يبدو لهما يسيرا حين يتعلق بخبر عن وكالة الفضاء الأمريكية ناسا أو عن محطة الفضاء الدولية.

لقد اعتاد العالم منذ منتصف القرن الماضي نطق كل ما هو أمريكي وشراء ما صُنع هناك حتى وإن لم يكن بحاجة إليه.

سيحتاج مقدمو الأخبار وقتا حتى تصبح الصين بعوالمها مألوفة لهم وتلك هي البداية. كان الخبر يدور حول رسالة بعثها رواد الصين الثلاثة المقيمين في جزء من محطة الفضاء الصينية، التي سيكتمل بناؤها في العام 2025، وهو ذات العام الذي ستخرج فيه المحطة الدولية عن الخدمة وتختفي وسط مياه المحيط الهادئ.

ستصبح الصين وحدها من تمتلك محطة، في الوقت الذي تلاحق وزارة الدفاع الأمريكية ما قالت إنها أطباق طائرة، وتلك تهويلات خرجت من هوليود لتصبح حقائق لمن يودعون الفضاء.

رُفض طلب الصين الانضمام إلى المحطة الدولية سابقا، فذهبت للعمل منفردة في برنامج أسسه عالم صيني طردته الولايات المتحدة من أرضها قبل عقود. وقال العالم الصيني تشيان تشويسن للصحفيين أثناء مغادرته: لن أعود.

كان الرجل يعمل في مختبر الدفع النفاث قبل أن يُدفع به إلى خارج المختبر؛ باعتباره من أرض الأشرار.

 فبعد أن أعلن الرئيس ماو تسي تونغ إقامة جمهورية الصين الشعبية عام 1949، نُظر إلى الصينيين في الولايات المتحدة على أنهم الأشرار.

يرتب القدر كل شيء تقريبا. وبينما يطفئ جنود أمريكيون الأضواء في قاعدة باغرام الأفغانية ليغادروا عند الثالثة فجرا دون إبلاغ الحكومة الحليفة لهم منذ عقدين، يحرس جنود باكستانيون، على مسافة قريبة من القاعدة العسكرية، مهندسين صينيين يعملون على إنشاء جزء من طريق الحرير.

عام 2004 قُتل ثلاثة مهندسين صينين في باكستان، وأُقيم نصب لهم حيث قُتلوا، وفتح الجنود الباكستانيون أعينهم وصمامات بنادقهم لحراسة كل ما هو صيني.

تغيب شمس وتشرق أخرى. تتوارى الولايات المتحدة، تترك حلفاءها كأنها لا تعرفهم، بينما تشيد الصين تحالفات جديدة.

 تمر طريق الحرير بـ62 دولة حتى تصل إلى أوروبا، وهناك تستأجر الصين موانئ في اليونان وفرنسا وألمانيا لمدة تصل إلى مائة عام.

يحدث ذلك بينما يلتقي رئيس الولايات المتحدة ممثلي الاتحاد الأوروبي، ويقول إنه يثق أن الأصدقاء الأوروبيين سيشترون فول الصويا الأمريكي بعد أن توقفت الصين عن جلبه لارتفاع التعرفة الجمركية.

من بلد يحرس جنوده أوروبا إلى تحسين الطلب على فول الصويا. فعل ذلك ترامب الرئيس الذي قفز إلى السكة محاولا إيقاف القطار وتوجيه اللعنات إلى السائق بينما يحاول بايدن تكرار الأمر لكن دون شتيمة وفي كلا الحالتين ليس للمكابح آذان.

في يوم ماطر من العام 1921 اجتمع 12 رجلا في شانغهاي واتفقوا على إنشاء الحزب الشيوعي. في العام 2010 قال حسن العديني -ونحن في شارع ضيق يقود إلى وزارة الخدمة المدنية بصنعاء- إن ذلك الاجتماع غيّر وجه الصين، لكن يبدو أنه سيغير وجه العالم لاحقا.

لو لم يلتقوا لاستمر حكم الكومينتانغ، وهو حزب قومي معاد للشيوعية قاتل اليابانيين وأخرجهم من أقاليم الصين عقب هزيمتهم في الحرب العالمية لكن ميلشياته لم تكن جاهزة لإدارة بلد وحماية الديار من طارق جديد للباب.

 أصبح الاثنا عشر شخصا أكثر من 60 مليون هم أعضاء الحزب الذي أُسس خفية.

يتجه العالم حاليا نحو المزيد من التغيير، النموذج الذي كان يعتبر الحرية أساس كل عمل تبدل ليحتل مصطلح التنمية الأساس، وذلك هو هدف الصين الأول، حزب ودولة.

التنمية هي الغاية، المجتمع هو الأساس وليس الفرد، هذا هو المستقبل وإن ظهر الأمر جيدا لكثيرين، لكنهم سيفاجئون أن المجتمع هو لفظ يستخدم حسب الأهواء والمصالح لأشخاص يدعون تمثيله ، ستسحق الحراثة البذور، ولكنك في الأخير سترى حراثة عند اطراف الحقل وعشب أخضر لما تبقى من بذور، وهذا هو جوهر النظام العالمي الجديد لن أُسميه بالصيني، ولكن قد يقال مجازا ذو النّشأة الصينية.

وماذا عن سالم ونضال؟ سينسون ناسا ويتذكرون فجأة محطة "تيانقونغ".

 


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار