الجمعة 6 ديسمبر 2024
صناعة الشرق الأوسط الجديد
الساعة 12:24 مساءً
عبد السلام محمد عبد السلام محمد

دعونا نتحدث بصراحة لنجيب على السؤال الأهم ماهي أهم الأهداف المعلنة وغير المعلنة لتحقيق الشرق الأوسط الجديد الذي تدق له طبول الحرب وتسفك من أجله كل هذه الدماء؟
هناك أطراف معادلة يحاول المخرج للشرق الأوسط الجديد التلاعب بها طرف مستفيد وهي اسرائيل وطرف مهدد كسلاح تخويف وهما ايران والامارات وطرف مستهدف وهي الدول العربية وتركيا والتركيز على السعودية .
ولذلك فان الأهداف التي يبحث عنها صانع الشرق الأوسط الجديد خمسة أهداف هي : 
1)إنهاء قضية فلسطين الصداع الدائم في الشرق الأوسط من خلال صفقة القرن وتمكين اسرائيل في قيادة المنطقة .
2) تقسيم أكبر دول في المنطقة وهي السعودية وتركيا وإيران .
3) تفتيت الجيوش العربية المتبقية والتي لازالت متماسكة مصر والسودان والجزائر.
4) تأمين اسرائيل باضعاف أكبر الجماعات السنية وهي الاخوان المسلمين والمقاومة التابعة لها في فلسطين( حماس) .
5) إنهاء حلم الديمقراطية والسيطرة على الموارد الاقتصادية في المنطقة بالذات ما يتعلق بالغاز والنفط وممرات التجارة العالمية.

ماهي الاستعدادات لمواجهة هذا المسخ ؟
من خلال تتبع الدول والجماعات المستهدفة نستطيع أن نقسم حالة الاستعداد الى درجات ( لا استعداد - استعداد جزئي - استعداد شبه كامل - استعداد كلي):
1) لا استعداد: كما هو حال الاخوان المسلمين وستنتهي هذه الجماعة الى التفكك بعد التصلب وانعدام المرونة وعدم وجود رؤية مستقبلية للتحالفات ، كما أن إيران قبلت أن تكون حجر دومينو في لعبة الشرق الأوسط الكبير وبقائها ليس لأنها قوة وإنما لاحتياج المخرج.
2) استعداد جزئي وهذا حاصل في دول العسكر مصر والسودان والجزائر من خلال الحفاظ على تماسك الجيش وبقائه حاكما مقابل تنفيذ بعض الرغبات التي تتعلق بضرب بنية جماعة الاخوان وعدم دعم المقاومة الفلسطينية ، والتنازل السيادي في بعض الموارد ، كما أن حماس لها استعداد جزئي فلديها خطة مواجهة وخطة تحالفات وان بدت ضعيفة وخطورة هذا الأمر أن هذا الاستعداد مؤقت وسيسقط في حال استمرار الضغط.
3) استعداد شبه كامل من قبل تركيا ومن قبل السعودية التي تدرك فعلا الخطر المحدق بها لكن هذا الاستعداد للمملكة يتراوح بنسب متساوية بين النجاة من التقسيم والوقوع في التقسيم ولذلك وضع المخرج عدة سيناريوهات من بينها :
* تفجير حرب على حدودها.
* امتصاص المال الفائض.
* تهديد النفط الفائض .
* دفعها لتحقيق بعض الأهداف مثل صفقة القرن وتصفية الاخوان ودفعها لحرب مع ايران التي تحاول جر السعودية لمواجهة من أجل تجييش طائفي ضد السعودية من الداخل.
* فتح صراعات إقليمية مع دول منافسة مثل تركيا التي تنمو اقتصاديا وعسكريا بهدوء.
كما أن تركيا لديها استعداد شبه كامل لمواجهة تقسيمها لكن هناك عاملين يشكلان منفذا للتلاعب من داخلها ، الاول الضغط الاقتصادي والثاني بقائها للدفاع على حدودها دون تحريك تحالفاتها كقوة عسكرية إقليمية .

ماذا اذن عن الاستعداد الكامل لافشال خارطة الشرق الأوسط الجديد؟
الواضح لا يوجد طرف لديه الاستعداد الكامل لأن ذلك يحتاج مزج بين عوامل القوة فالسعودية تملك المال والنفط والتأثير الخارجي وتركيا تملك تكنولوجيا السلاح ومصر والجزائر والسودان تملك المؤسسات العسكرية والإخوان يمتلكون قوة مجتمعية وحماس تتواجد على الأرض وكل تلك العوامل متصارعة وبالتالي يكون الاستعداد الكامل من خلال : 
1) عودة التفاهمات السعودية التركية وتشكيل تحالفات اقتصادية عسكرية باشراك دول اخرى مثل باكستان ومصر والجزائر.
2) قبول الاخوان بقيادة السعودية للتيار السني والتصالح مع الأنظمة والتيارات اليسارية والقومية والإسلامية والتحول لحركة إصلاح اجتماعي وترك السياسة لأحزاب تنشأ وفق معايير وطنية وليست أيدلوجية .
3) دعم الدول العربية للمقاومة الفلسطينية مقابل فك اَي تحالفات مع ايران وتحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية . 
4) انتصار كامل للتحالف العربي في حرب اليمن مع استيعاب الحوثيين كجماعة سياسية.
5) التفاهم مع أمريكا وأوربا حول خارطة إصلاح سياسي في المنطقة مقابل السلام مع اسرائيل حسب القرارات الأممية .
6) التفاهم مع ايران والامارات بالعودة الى داخل الحدود ومعالجة الفوضى السابقة بهدوء.

هناك الكثير من الأفكار التي قد تساهم في تجنب خطة التقسيم لكن بالنظر الى الصراعات والمصالح أصبحت مستحيلة خاصة مع تعمق حالة العداء بين عوامل قوة الشرق الأوسط بامتداده العربي الاسلامي، وأصبح الحديث عنها ضربا من الجنون !
أما الهروب من نتائج هذا المشروع الى دعمه فهو انتظار الدور في التفكيك والتقسيم !


آخر الأخبار