آخر الأخبار
الاربعاء 4 ديسمبر 2024
مع رفضنا الكامل لكلا النظامين الإيراني والاسرائيلي الأكثر خطر على المنطقة واللذان أصبحا يشكلان القوة الأكبر فيها شئنا أم ابينا إلا أن الذي يدعو إلى الحسرة والقلق هو تصديق الفلسطينيون أن إيران وأذرعتها كما يصفونهم محاور لمقاومة إسرائيل!! وإنهم الدواء الأنجع لمعالجة جروح اليمن والعراق وسوريا ولبنان التي باتت بحق ضحية لتلك الأذرع اللعينة ومن وراءهم إيران.
باتت لعنة إيران وخطرها يشكلان التهديد الوجودي الأوسع على بلدان المنطقة وطمس هوياتها وتخريب بناها التحتية وتجريف تاريخها وتحريف عقول أجيالها وتشويه معتقداتها وإثارة النعرات المذهبية والطائفية..
بشكل يعيدها إلى ما قبل بناء الدولة، كقبائل عناوين ونماذج للتناحر وانقيادها في قراراتها للقوى المحيطة بها ورهينة لأمنها واطماعها التي لا تنتهي..
بات كل طرف عربي ينظر إلى مصالحة المنفردة وترك هموم التجمع العربي الأكبر في مهب رياح إيران واسرائيل والغرب تتقاذف مصالحاهم شعوب المنطقة تسوقها حيث تشاء..
حتى اعتقد إخواننا في فلسطين أن كل تضحيات ودعم كل دول وشعوب المنطقة لا شيء أمام ما تقدمه إيران وأذرعتها لقضيتهم وكأنهم لا يعلمون أن هتافاتهم مجرد شعارات وأنهم لم يطلقوا طلقة واحدة على إسرائيل منذ أن حطت حرب اكتوبر 1973م أوزارها حتى اللحظة..
وترسخ مبدأ أن شعوب المنطقة متخاذلة إذا ما نظرت إلى مصالحها وحاربت أذرعة الإرهاب الإيراني التي فككت المجتمعات ونشرت الخوف والرعب والدمار حيثما حلت من صنعاء مروراً ببغداد ودمشق حتى لبنان الجريحة، مع تنامي الخلايا الشيعية النائمة في البلدان المتاخمة لإيران والمنقادة لها والتي باتت تشكل خطراً حقيقياً تهدد أمن حكوماتها الوطنية وتزعزع استقرارها..
لم يستوعب الناس دروس الماضي القريب وأن تدخل أمريكا لهدم العراق دولة وصناعةً تاريخاً وشعب، لم يكن بسبب وجود اسلحة الدمار الشامل وتهديده للمنطقة، وإنما كان لحفظ أمن إسرائيل ومصالحها الحيوية.. ولم يدرك الناس أن تدخل روسيا في سوريا لم يكن إلا لإيصال رسالة للعالم نحن لازلنا هنا كقوة بمقدورها التأثير والتدخل إين ومتي ما شاءت..
لم تستوعب المنطقة برمتها أن تدخل إيران في اليمن عبر ذراعها الحوثي لم يكن إلا سعياً للسيطرة على مضايق البحار والخاصرة الخلفية لشعوب الجزيرة...وبداية لتغذية أذرعتها في باقي شعوب الجزيرة والانقضاض كلية عليها وعلى كياناتها وما تحمله من قيم عربية وإسلامية ونهب ما تخبئه أراضيها من معادن وثروات بغرض استعادة امبراطورية فارس بلونٍ غريب ومسمى شعائري آخر..
حتى الدعم الغربي تحديداً الأمريكي لأوكرانيا في حربها مع الروس بشكل مجنون بدعوى نصرة الشعب الاوكراني وحماية مبادئ الديموقراطية وحرية الشعوب لم يكن إلا غطاءً لتدخل وشيك كانت تضمره أمريكا في الشأن الأوكراني للسيطرة على قرارها السياسي واستثمارها كساحة أبحاث بيولوجية ونشر قوات لتهديد القوة الروسية الصاعدة وإخضاعها لهواها كما فعلت في كل دول أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية حتى اليوم.
وتخوفها من تحالف قوة التنين الصيني الاقتصادية والعسكرية الضخمة مع روسيا لتشكل كتلة علمية واقتصادية وعسكرية جديدة تنافس المشيخة الأمريكية وعبثها بمصالح الشعوب وإذلال دول العالم الثالث تحديداً العربية القوية اقتصادياً منها والمفككة والضعيفة حكومات قوة عسكرية ونظم..
يتم تشكُل نظام عالمي جديد وانكشاف آخر لقيم وأخلاقيات الغرب المقنعة، وتعرِّي فاضح للشيطان الأكبر أمريكا إمبراطورية الكذب كما وصفها بوتن، ولن ترسو سفنها عن قريب لأن الشعور الاستعماري الغربي واعتقاده أنه لا بد من وجود شعوب قائدة وشعوب مقودة شعوب تنعم بالرخاء والأمن وأخرى عارية تلعق جراحها لا زال مهيمن على نخبها وصُناع قرارها وأنه لابد لهذه الشعوب أن تبقى حقول لتجارب أسلحتها.. شعوب تنهب وتسطوا وشعوب أخرى تذعن تسلم ثرواتها دون مقاومة..
يؤلمنا أن هناك من يريد شق الصف العربي بدعوى محاربة إسرائيل بما في ذلك محور المصالحة معها والوقوف مع إيران البركان الفارسي واذرعته التي سامت الشعوب التي ابتليت بها سوء العذاب يؤلمنا أن بعض المحللين الذين أقلقوا مسامعنا على القنوات عروبة ودفاعاً عن مصالح الشعوب العربية باتوا خداماً لدى المشروع الفارسي الحاقد على العروبة والاسلام وما شعاراته إلا ضحكاً على دقون فاقدي البوصلة والهوى والهُوية..
مجزرة مقبنة.. جريمة حرب لا تغتفر
المجلس الرئاسي " الواقع والطموح"
المجلس الرئاسي " الواقع والطموح"
نافذة مهمة في رؤية 2030 السعودية