الثلاثاء 16 ابريل 2024
كنا في عصر عبدالعزيز المقالح!
الساعة 05:29 مساءً
خالد الرويشان خالد الرويشان

ميزةُ عبدالعزيز المقالح الأولى طوال نصف قرن أنّهُ حاول أن يُقدّم يمناً إضافياً موازياً وبَهيّاً للعالم العربي وللعالم.

أن يُقدّم يمناً ممكناً وحقيقياً .. ورائعاً

وقد فعل ذلك كما لم يفعل أحد!

أمّا امتيازُ هذا الرجل فهو في الواقع امتيازات .. الكل في واحد! امتيازاتٌ نالها بجهده ومثابرته وإخلاصه وقبل ذلك بحبّه العميق لشعبه حتى تفوّق بها على أقرانه ومجايليه من الشعراء والمثقفين لايجاريه فيها أحدٌ في اليمن والعالم العربي كلّه:

 **امتيازُهُ شاعراً متجدداً ومُجدّداً وحادياً لقافلة الشعر العربي خصوصاً خلال العشرين سنة الأخيرة من حياته الشاعرة الثائرة. من قصيدة العمود إلى القصيدة الجديدة إلى القصيدة الأجد كما أسماها هو. شاعرٌ فريدٌ تتوهجُ روحُهُ الشاعرة كلما تقدم به العمر حتى وهو على مشارف التسعين! 

**امتيازُهُ ثائراً جمهورياً منذ أن قرأ بيان إعلان الجمهورية مع آخرين صبيحة 26 سبتمبر 1962. تلك الصبيحةُ المضيئةُ التاريخيةُ الفارقةُ أصبحتْ خلاصَ شعب وخُلاصةَ شاعرٍ ثائرٍ لاثانيَ له بين شعراء العرب جميعاً باعتباره أحد قارئي بيان إعلان الجمهورية في بلاده.

**امتيازُهُ إدارياً ناجحاً برئاسته لجامعة صنعاء التي تفرّعَتْ على يديه عشراتٍ من الجامعات والكليات في اليمن الكبير كله خلال وبعد عشرين عاماً من إدارته.

**امتيازُهُ ناقداً أدبياً منهجياً قدّم أجيالاً من أدباء وشعراء بلاده للعالم العربي وللشعب اليمني قبل ذلك . كما قدّمَ المئات من شعراء وأدباء ونقّاد الوطن العربي لليمن وللأجيال العربية من الخليج إلى المحيط.

**امتيازُهُ إنساناً نادراً ودوداً في تواضعه الأبوي وزهده النبوي في بيته ومكتبه وتبسّطِ علاقته بالشباب والناس وأبناء الريف والمناطق النائية ، أولئك الآلاف النابهين المغمورين الذين أتاح لهم دخول كلية الطب والهندسة بحنان قلبه النبيل ووطنية شخصيته المحبّة لأبناء وبنات اليمن الكبير كله.

**امتيازُهُ مفكّراً .. وكلُّ شاعرٍ كبير هو مفكّرٌ كبير كما يقول أدونيس. ولذلك خاض الدكتور المقالح في قضايا الأصالة والمعاصرة ، وماهية الحضارة والتقدم والتخلف ، وتاريخ التغيّر العربي والتغيير الإنساني عموماً.

**امتيازُهُ شاعراً محبوباً من أبناء شعبه

 منذ مئات السنين لم يُودِّع شعبٌ عربيٌ شاعراً راحلاً مثلما ودَّعَ الشعبُ اليمني شاعره الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح. ولم يكن ذلك فقط أثناء تشييعه الشعبي الضخم إلى مثواه الأخير ، بل كان التشييع الأضخم  عبر ملايين العيون الدامعة الدافقة والقلوب الثكلى الواجفة في كل قرية ومدينة يمنية ، وحتى أن وسائل التواصل لملايين اليمنيين ظلّت لأيام وما تزال أسيرة حزنها المُمِض الفاجع. هذا المأتمُ الكبير والتأبينُ الشعبيُ الهائل لاسابقة لهما بعد رحيل أيّ شاعر في العالم العربي كله منذ مئات السنين!

شعبُنا الجمهوري كان في لحظته الحزينة تلك يُدركُ مَنْ يُودِّع ويُشيِّع ويواري!

شعبُنا يعرفُ أبطاله ورموزه

كان عبدالعزيز المقالح عصراً بكامله

كان هديّةَ الله لشعب وبلاد.

*من حائط الكاتب على فيسبوك
 


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار