الأحد 30 يونيو 2024
الرئيسية - أخبار اليمن - الحل في اليمن.. محاولات خليجية وتلكؤ حوثي معتاد
الحل في اليمن.. محاولات خليجية وتلكؤ حوثي معتاد
الساعة 09:51 مساءً (بوابتي - صحف)

 

محاولات مستمرة وجهود مكثفة في الرياض لعقد مؤتمر شامل للحوار يدعى إليه جميع الأحزاب والمكونات السياسية والأطراف المتحاربة بما في ذلك جماعة الحوثي. المساعي الخليجية لتفعيل السلام المعطل تقابَل بتعنت الميلشيا المدعومة إيرانيًا



دعوة الحوثي للمشاورات

إلى ذلك، قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف في مؤتمر صحافي مساء الخميس، إن المجلس سيستضيف مفاوضات يمنية-يمنية هذا الشهر، وأوضح أن المشاورات ستناقش 6 محاور، بينها عسكرية وسياسية، وتهدف لفتح الممرات الإنسانية وتحقيق الاستقرار.

وقال الحجرف في مؤتمر صحافي الخميس، إن المفاوضات ستجرى بين 29 مارس/آذار الجاري وحتى السابع من أبريل/نيسان المقبل، موضحاً أن ما يقدمه مجلس التعاون ليس مبادرة جديدة إنما تأكيد على أن الحل بأيدي اليمنيين.

كما دعا الحجرف جميع أطراف الصراع اليمني دون استثناء للمشاركة في هذه المفاوضات والدخول بمفاوضات سلام برعاية الأمم المتحدة وبدعم خليجي.

وأعرب الحجرف عن أمله في استجابة كافة الأطراف اليمنية لمبادرة مجلس التعاون الخليجي، مبيناً أن المشاورات اليمنية ستكون برعاية مجلس التعاون الخليجي للوصول إلى السلام.

ودعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أيضا لوضع آلية مشاورات يمنية-يمنية لتوحيد الجبهة الداخلية وتنفيذ اتفاق الرياض، واستئناف المشاورات السياسية برعاية الأمم المتحدة حتى تحقيق السلام.

يأتي الرد الحوثي -مارًا على جثث اليمنيين ومعاناتهم -مشترطًا فك القيود التي تفرضها قوات التحالف العربي الداعمة للشرعية، على المطارات والموانئ اليمنية، التي تستقبل عبرها الميلشيا -المدعومة إيرانيًا- الأسلحة والصواريخ والمسيرات من أنظمة موالية وداعمة لها.

حجة الحوثي لعرقلة أي مفاوضات

رفع القيود الأمنية التي تضعها قوات التحالف على الموانئ والمطارات الخاضعة لسيطرت الميلشيا، هي الحجة التي كثيرًا ما استخدمها الحوثي لعرقلة أي مسعى جاد من شأنه إنهاء معاناة اليمنيين.

وبينما يجري المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غوندبرغ، محادثات مع الأطراف اليمنية، لوضع إطار لمفاوضات سياسية شاملة، لإنهاء الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف، ومزقت أوصال اليمن، لا تزال ميليشيا الحوثي ترفض استقباله، رغم الشكوك التي أشار إليها كثيرون من المحللين اليمنيين في غض طرف الأمم المتحدة ومنظمات وهيئات دولية عن جرائم الحوثي في حق الشعب اليمني.

التزامات سلطنة عمان

ميلشيا الحوثي قالت -في ردها على جولة المباحثات الجديدة- إنها ترحب بالأمر، لكن في مكان غير الرياض، وألمحت إلى دول خليجية أخرى.

حسب "رويترز" فإن سلطنة عمان ستكون المكان الأنسب لميلشيا الحوثي لاستضافة المحادثات، حيث يقيم عدد من قيادات الميلشيا هناك، أو الكويت التي استضافت جولة سلام عام 2015.

بينما لفتت صحيفة الإندبندنت، إلى أن التزامات مسقط تجاه جيرانها الخليجيين في موقف حرج، إذ كشفت مصلحة الجمارك التابعة للحكومة اليمنية، عن ضبط شحنة من الصواريخ المضادة للمدرعات في منفذ "شحن" بمحافظة المهرة على الحدود مع سلطنة عُمان، ووصفتها الجمارك بأنها الشحنة الأكبر لأسلحة نوعية، كانت في طريقها إلى الميليشيات الحوثية.

تصعيد في مآرب

الجهود الخليجية الحثيثة، مصحوبة بدعم دولي وإقليمي لفرض السلام في اليمن، تقابلها تصعيدات لميلشيا الحوثي ومن ورائها إيران.

جنوبي مآرب حشدت الميلشيا الآلاف، في محاولة وُصفت باليائسة لتحقيق أي تقدم نحو عاصمة المحافظة، التي تأوي أكثر من مليون نازح، بعد سلسلة هزائم من قوات العمالقة الجنوبية والجيش الوطني المسنود بالقبائل ومقاتلات تحالف دعم الشرعية.

المبادرة السعودية

يتفق مراقبون على أن هذه الخطوة الخليجية للسلام، استمرار للمبادرة التي قدمتها السعودية قبل عام، التي هدفت إلى وقف إطلاق النار والدخول في عملية حوار شاملة لإنها الحرب، تحت رقابة أممية للوصول إلى حل سياسي، ورغم دعم القوى الإقليمية والدولية لها -بالتعاون مع المبعوثين الأممي والأميركي الخاصين باليمن- فإنها قوبلت برفض حوثي قاطع.

الجدير بالذكر أن تلك المبادرة -التي رفضها الحوثي- تضمنت فتح مطار صنعاء لعدد من الرحلات الإقليمية والدولية، وإيداع الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحديدة، في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني بالحديدة.

انعكاسات الحرب الأوكرانية

الرغبة الخليجية في تغليب لغة السلام على الحرب والتعنت الحوثي، للوصول إلى حل سياسي شامل، تأتي هذه المرة مع بداية أزمة اقتصادية عالمية، بسبب الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، والعقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية على موسكو، وتوجيه أنظار منظمات الإغاثة والهيئات الدولية المانحة نحو كييف، بدلًا من دول الشرق الأوسط وعلى رأسها اليمن، فضلًا عن أن ثلث القمح في البلاد يأتي من روسيا وأوكرانيا.

إلى ذلك تلقت الأمم المتحدة أمس الأربعاء تعهدات بـ 1.3 مليار دولار فقط لخطة مساعدات لليمن بـ 4.27 مليار دولار.

وقال مارتن غريفيث، منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة :كنا نأمل المزيد، ومن المخيب للآمال أننا لم نتمكن -حتى الآن- من الحصول على تعهدات من بعض الذين اعتقدنا أنهم قد يمولوننا.

وأضاف أن حملة التعهدات الثانية لليمن، حيث يواجه الملايين الجوع، قد ينظر فيها في غضون بضعة أشهر "للوصول إلى الحد الأدنى من مستويات التمويل التي رأيناها العام الماضي" عندما قدم المانحون 2.3 مليار دولار.

مجاعة سببها الحوثي

وحسب الأمم المتحدة، فإن أكثر من 17 مليون يمني بحاجة إلى مساعدات غذائية، ونوهت أن هذا الرقم قد يرتفع إلى 19 مليونًا هذا العام، وأشارت إلى أن 7.3 مليون يمني سيعانون أزمة جوع حادة، ويعاني 2.2 مليون طفل سوء التغذية الحاد.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن الوصول إلى المياه الصالحة للشرب لـ 4 ملايين شخص، يعيشون في المدن الكبرى، قد يضيع في الأسابيع المقبلة، وقد تفقد النساء خدمات الرعاية الصحية.

وأكدت "رويترز" أن وكالات الإغاثة قلَّصت وأوقفت المساعدات الغذائية والصحية والحيوية الأخرى في اليمن، حتى من قبل الحرب الدائرة في أوكرانيا.

مساعدات سعودية

من جانب آخر أكد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالرياض، أنه سيواصل دعم الشعب اليمني بالحاجات الإنسانية.

تأتي المساعي الخليجية والدولية الحثيثة، لمساعدة الشعب اليمني، في ظل تدخل الحوثيين في المساعدات الإنسانية وتحويل مسارها، ما يزيد معاناة اليمنيين، إذ اتهم وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الشيخ شخبوط آل نهيان الحوثيين، بتحويل مسار المساعدات.


آخر الأخبار