أكد الكاتب والباحث السعودي فهد سليمان الشقيران في مقال بصحيفة "الشرق الأوسط" أن الضربة الأمريكية الكبرى في اليمن تمثل خطوة هامة نحو تمتين مفهوم الدولة في المنطقة، والتي تعد مطلباً إقليمياً ودولياً. وأشار إلى أن هذه الضربة تأتي ضمن إطار فكّ الارتباط بين الميليشيات والدولة، وهو ما كان قد تنبأ به الرئيس الأميركي دونالد ترمب سابقاً.

وأوضح الشقيران أن الحوثيين، الذين باتوا يشكلون تهديداً متزايداً في اليمن، وكذلك جماعات مثل "حماس" و"حزب الله"، أصبحوا في مرحلة ما بعد الوجود الفاعل. وشدد على ضرورة أن تقوم الدول التي تدير علاقات مع هذه الميليشيات بفكّ ارتباطها بهم، خصوصاً في العراق. وأكد أن ذلك سيُسهم في بناء إقليم يركّز على مبادئ الدولة والقانون، ويعزز الاستقرار.

وفيما يتعلق بلبنان، أشار الشقيران إلى الاضطراب المستمر في الجنوب اللبناني، وهو ما يعقّد الوضع الإقليمي، مشيراً إلى أن لبنان يُمثل نقطة انطلاق للفوضى والإرهاب، وكذلك لإنتاج المخدرات بطريقة ممنهجة تُستهدف بها دول الخليج.

وأشار الشقيران أيضاً إلى التحديات الكبرى التي تواجهها المنطقة في مجال استعادة الآيديولوجيا الشعبية والقومية، في ظل سياسات غربية متقلبة. وأكد أن الميليشيات تشهد حالياً انهيارات كبرى، وأنه يجب على الدول في المنطقة أن تتخذ إجراءات صارمة لتحديد موقفها بين التوجه نحو دولة مدنية أو الانغماس في صراعات الميليشيات.

الخلاصة التي خرج بها الشقيران هي أن العودة إلى مفهوم الدولة هو الطريق الوحيد لتحقيق استقرار دائم في المنطقة، وأن الضربة الأمريكية في اليمن هي رسالة واضحة للدول في المنطقة بأن عليها الاختيار بين الدولة المدنية أو الاستمرار في دعم الميليشيات.