في تطورٍ مفاجئ، أقرّ القيادي البارز في مليشيا الحوثي، محمود عبدالقادر الجنيد، بسيطرته الشخصية على منزل الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في العاصمة اليمنية صنعاء، وذلك بعد سنوات من الإنكار والتكتم.

الجنيد، الذي تقلد مناصب عليا في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، من بينها أمين عام رئاسة الجمهورية والقائم بأعمال رئيس الوزراء، أعلن في منشورٍ نشره مساء الجمعة عبر صفحته على "فيسبوك" أن "فلة" عرفات باتت في "ذمته وعهدته"، دون أن يوضح من سلّمها إليه أو بأي صفة يحتفظ بها.

جاء اعتراف الجنيد بعد تسريب محادثة خاصة جمعته بخصمه الداخلي في الجماعة، ناصر العرجلي، حيث اشترط الجنيد تسوية سياسية شاملة وانتهاء الحرب في اليمن لتسليم المنزل، إما للدولة أو لعائلة الزعيم الراحل.

وزعم الجنيد أن سيطرته على العقار جاءت لحمايته من استحواذ خصومه داخل الجماعة نفسها، في خطوة كشفت عن صراع أجنحة متصاعد داخل الصف الحوثي.

وكانت المليشيا قد اقتحمت في وقت سابق جمعية الأقصى ومؤسسة القدس الدولية ونهبت أصولهما النقدية والعقارية، التي تقدر بمليارات الريالات، رغم شعاراتها المعلنة بدعم القضية الفلسطينية.

وتثير هذه الواقعة تساؤلات حول مدى التزام الجماعة الحوثية بمواقفها المُعلنة، خاصة أن منزل عرفات ظل رمزًا للدعم الفلسطيني في اليمن لعقود، قبل أن يتحول إلى غنيمة في معركة النفوذ بين القيادات الحوثية.