آخر الأخبار


الاربعاء 16 ابريل 2025
في اليمن، هناك مشكلة في كل شيئ.
بالتأكيد هناك نقص في الإمكانيات.
ولكن توجد دائما أفكار وخطوات عملية لتحسين الأوضاع.
مسائل شخصية
*
ابتدأت العمل طبيبا في مستشفيات مدينة تعز في عام ١٩٧٣.
كانت هناك أمراضا منتشرة بسبب سوء الظروف البيئية وانتشار القمامة وانعدام تصريف المجاري وحتى قضاء الحاجة خلف أي جدار على قارعة الطريق.
كانت عندي أفكارا في رأسي وتصادف أني تكلمت مع صديق يعرف مدير بلدية تعز في حينها المرحوم عبده نعمان قائد. قال لي صديقي: أعتقد أن هذا المدير يمكن أن يستمع إليك.
وفعلا كان عبده نعمان شخصا فريدا.
استغرب من هذا الشاب الطبيب الذي أمامه والذي يهتم بمثل هذه الأشياء ولكنه كان سريعا للغاية بالتقاط ما يدور برأسي وقال: يمكنني تعيينك مديرا لقسم صحة البيئة.
تطوعت في أول شهور من مزاولتي للطب مجانا وبدون مرتب في بلدية تعز— وسط استغراب الأهل والأصدقاء والزملاء— لأرى ما يمكنني عمله.
كنت انهي عملي في المستشفى عند الظهر وأهرع مسرعا إلى ما يسمى إدارة صحة البيئة.
هناك أشياء كثيرة يمكن أن أحكي عنها أثناء تطوعي هذا، وهي في الحقيقة مهمة حتى في سرد تاريخ ڤيروسات الكبد الوبائية الناشئة من المجاري المكشوفة، واختلاط ماء المجاري بمياه الشرب ، وتاريخ تعز، وحتى كل اليمن.
لكن سأكتفي بالقول بأنه بجانب اهتمامي الأكبر بالعمل الطبي الاكلينيكي العلاجي والتشخيصي وحتى بالقيام ببعض الأبحاث إلا أن اهتمامي بالصحة العامة والبيئية يحتل مكانة خاصة في حياتي.
هذا التطوع في قسم صحة البيئة، هو الذي جعلني بعد ذلك أرشح نفسي في أول انتخابات حكم محلي في عام ١٩٧٩: انتخابات المجلس البلدي.
وهو الطريق الذي جعلني بعد ذلك رئيسا للمجلس البلدي في مدينة تعز.
الكلام اليوم عن التخلص من القمامة
*
انتهى دور الحكايات ومحاولة تسليتكم.
سوف ننتقل الآن إلى المشكلة التي تشغل تعز- المدينة التي يحاصرها الحوثيون المسلحون بالمدافع وبنادق القناصة- والتي لا يهتم بها أحد.
تعاني تعز من مشكلة تكدس تلال القمامة في كل مكان وفي مجاري السيول التي أصبحت تستخدم مكبات للقمامة.
أفكار سريعة للتعامل مع مشكلة القمامة
*
هذه الأفكار صالحة لأي مكان في اليمن وحتى في القرى وليس في المدن فقط.
١- منع استعمال الأكياس البلاستيكية
*
يجب الاستخدام المتكرر لأكياس مصنوعة من قماش الجواني أو أي نوع آخر مناسب مصنوع محليا.
هذا يسري على شراء الخضروات والفواكه.
وحتى اللحوم والطيور والأسماك، ويمكن استعمال أنواع مختلفة من الورق لهذا الغرض.
هناك آلاف الأفكار لاستعمال الأكياس غير البلاستيكية من القماش أو الخيش أو السلال أو أي شيئ آخر، التي يعاد استعمالها.
وحتى أفكار للأكياس التي نستعملها لشراء الملابس والأدوية وغيرها من الأغراض.
٢- بيع القات
*
يمكن استعمال العثرب أو أي نبات آخر لتغليف القات أو يمكن استعمال مناشف صغيرة مرشوشة برذاذ الماء.
هذا يحتاج تفاهم مع بائعي القات.
٣- المواد العضوية
*
هذا يشمل كل بواقي الطعام وقشور الخضروات والفواكة وبقايا العظام.
يمكن دفنها في حفرة في حوش المنزل كل يوم، وتغطيتها بحفنة تراب خفيفة، ثم نكرر العملية مع بواقي طعام اليوم التالي ونغطيها بحفنة تراب خفيفة مرة أخرى.
وهكذا حتى تمتلئ الحفرة، فنقوم بحمل حفرة جديدة لنفس الغرض.
تترك هذه الحفرة الممتلئة لحالها لمدة ثلاثة أشهر، وسنجد أمامنا شيئا مختلفا تماما أي سيصبح معنا سمادا عضويا أو مادة ينفع نثرها على جوانب الأشجار.
تجربتي الشخصية مع بقايا الطعام
*
هذا شيئ بسيط للغاية وكنت أقوم به دائما بنفسي أنا شخصيا.
كنت أجمع البقايا بنفسي لأضمن ألا تجد هذه المخلفات طريقها إلى كيس القمامة، وأدفنها في الحفرة بنفسي وأغطيها بأي ورق شجر يابس أو طري في الحوش أجمع البقايا وأي قشاوش وأغصان يابسة ثم أضيف حفنة من تراب الحوش.
وهذا علم كامل مليئ بالتفاصيل والإضافات وتعدد أغراض استعمال السماد في الانترنت لمن يريد الكمال وحسن الأعمال.
وبعضهم يضيف إلى خلطة بواقي الطعام ديدان الأرض الموجودة أيضا في الحديقة التي لها دور في تحويل البقايا إلى المنتج المطلوب.
كان هذا من ضمن أعمال أوقاتي اليومية التي كنت أتسلى وأتريض بها بالبستنة ورعاية الأشجار.
بالنسبة للبيوت التي بدون أحواش أو لسكان الشقق في العمارات، يمكن إيجاد حلول على مستوى الحارات أو الحوافي أو الأحياء لتدبير أو ابتكار طرق لدفن المواد العضوية من بواقي الطعام من أي نوع.
٤- إعادة التدوير
*
بالنسبة للقوارير البلاستيكية أو القطع الخشبية أو الألمونيوم أو الحديد، يمكن التفكير على مستوى المدينة للتعامل مع هذه المواضيع.
أما إذا استحسنت السلطة المحلية هذه الأفكار فهناك الكثير من المشاريع البسيطة في كثير من البلدان الفقيرة التي يمكن نسخها أو استلهامها بابتكار أفكار محلية.
٥- محلات بيع الخضروات والفواكه والأسماك واللحوم وذباحة الطيور واللحوم.
هذه تخرج منها كميات كبيرة من المخلفات العضوية التي تسبب مشاكل بيئية وصحية ولكن يمكن التعامل معها بحيث تصبح سلعة مفيدة وحتى تحقق الأرباح.
نفس الأفكار الخاصة بالتخلص من المواد العضوية.
أو يمكن ابتكار أفكار لإعادة تجفيفها وإضافتها لأعلاف تستعمل في تغذية الدواجن والكباش والأغنام والأبقار.
خاتمة
*
أنا أعتقد بأن أعزاءنا في تعز على كل مستويات المسؤولية في البلدية ومكتب تحسين المدينة، يمكنهم الاهتمام بقراءة هذا الموضوع.
ويمكن أن يتحسن الوضع بعض الشيئ.
مافيا الوقود في اليمن
أديس أبابا... نداء الجنة من قلب إفريقيا
القمامة في تعز: بين الذكريات والحلول
عن الاعتذار اليمني للعراق
يحرقوا بقاز..